أينما تذهب وأينما تتوجه، فثمة أحلام زاهية تترعرع بين جدران منازل الطمأنينة هنا في العاصمة، هنا في دار زايد الخير تفيض الخصال الطيبة وتشع الأيادي البيضاء وهي تشيد السقوف وترفع من أعمدة الفرح وتوسع من خطاب الأفنية لتتسع الصدور وتعمر النفوس بسجايا لا مثيل لها إلا في الإمارات، لأن القيادة الرشيدة عقدت العزم منذ البدء على بناء روح الإنسان وتوفير كل ما يلزم وكل ما هو أساسي في حياة الرخاء وكل ما هو ضروري في العيش الهانئ. وقد دأبت القيادة على تكريس منابع الطمأنينة وتثبيت القيم العالية ورسم الصورة المثالية لوطن تأسس على مبادئ الطموحات واسعة الحدقات والأهداف المضاءة بمصابيح الأحلام الزاهية.
في كل منطقة سكنية في العاصمة هناك حزمة وافرة من الخدمات، هناك حقيبة اقتصادية واجتماعية وثقافية تطوق أعناق الإنسان بسلسال من ذهب تجعله لا يفكر في شيء إلا ويجده حاضراً، وكل مستلزمات الحياة ملك يدي الإنسان. في كل منطقة تشمخ العيادات والمستشفيات والمدارس والمولات، ولا حاجة للإنسان بأن يقطع الطريق البعيدة ليقضي حاجة ما، فكل الأمور ميسرة، وكل عسير هنا في هذا البلد يسير وسهل وطوع الإرادة.. المليارات تصب في خدمة الإنسان وسعادته وراحة باله، والخير كله لأجل أن يعيش الإنسان ببذخ نفسي، وأن ينام مستقراً مطمئناً هانئاً لا يشكو من قتر ولا يئن من فقر، واليوم أصبحت دار زايد مقصد كل من يهدف إلى تحقيق حياة ملونة بالسعادة، ومعيشة تزخر بفيض من معطيات الخير.
ويأتي مشروع قناة ياس السكني، الذي أطلقه سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي، استكمالاً لمشاريع تخص المواطن، وتسعى الحكومة جاهدة إلى توسيع رقعة الحياة المعيشية الرغيدة. واليوم تشهد العاصمة المزيد من المناطق السكنية في مختلف مناطق أبوظبي، لتواكب العدد المتزايد من السكان والحاجة الماسة لمثل هذه المناطق. وما يميز هذه المناطق أنها تنشأ بالتزامن مع متطلبات كل مدينة أو منطقة، بمعنى أنه ما أن تكتمل المباني السكنية حتى تكون المنشآت الاقتصادية والصحية قد أخذت زخرفها واكتملت وسمقت، وأعدت للعمل لتحقيق حاجات السكان في كل منطقة.. ولذلك عندما تقوم بزيارة إحدى هذه المناطق وتتأمل المكان وتقرأ التفاصيل، تحس بأن الرؤية في العاصمة ليست محصورة ببناء المساكن فحسب، بل هي تشتمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي لكل منطقة، وهذا بدوره يحمل أفكاراً في غاية الحكمة، حيث توزيع الخدمات في المناطق المختلفة يخفف العبء عن مركز العاصمة، ويزيح عن كاهلها زحمة العبور إلى هذه المؤسسة الخدمية أو تلك.