مثير جداً أن تسبح في السماء، وأن تحملك عربة صغيرة أو صندوق زجاجي صغير، تترك الأرض مساحة واضحة بكل تضاريسها، تمر على قمم الصخور والأشجار والأودية، تعبر فوق النهر أو البحر أو الكهوف والنتوءات الصخرية، تحلق بعيداً. رحلة في الهواء أو سباحة في الفضاء، تتخيل كل شيء جميلاً وتحلم بأنك تملك جناحين قويين، يمكن الاعتماد عليهما في الطيران، تمر بجانبك الأشجار وربما تشاهد أول مرة قمم الجبال والغابات، في المناطق الجبلية والصخرية. تمر فوق منحدرات وأودية سحيقة. في الزمن البعيد كان حلم الإنسان الصحراوي أن يجرب ركوب العربات الطائرة والسابحة أو المعلقة في السماء، ولا شيء يحملها غير أسلاك ممتدة بين الجبال أو أعمدة طويلة وقوية، نصبت في الأماكن الطبيعية، إما بين جبلين أو ضفتي نهر كبير أو بحر وأودية عظيمة. يرتحل الناس إلى تلك الأماكن البعيدة، مثل سويسرا أو غيرها، فقط لمتعة رؤية الثلج والأهم ركوب العربات المعلقة «التلفريك» والتمتع بمنظر الطبيعة والثلج وغابات الصنوبر. بالتأكيد تجربة فريدة وجميلة، رحلة من الصحراء وتلال الرمل إلى جبال الثلج. ظل صعود العربات المحلقة بين المرتفعات والأنهر والجبال حلماً ومشهداً لا يمكن الوصول إليه، إلا لمن يملك من المال ما يمكنه من السفر والسياحة، وحده الخيال والتصور بقي عند من لا يمكنه أن يرتحل إلى تلك الأماكن البعيدة. 
تمضي الأيام ويكبر حلم ابن الصحراء، بالتقدم والسير إلى الأمام، يعمر كثيراً ويطور الحياة بعزيمة قوية، سعياً إلى بلوغ أماكن بعيدة، حتى تلك الأعمال والأفكار السياحية والترفيهية، لم تغب عن ذهنه، فهو يملك طبيعة جميلة قد لا تكون خضراء أو ثلجية، مثل الدول الأوروبية، ولكن لديه طبيعة جبلية وصحراوية جميلة، فيها الكثير من المناطق والأماكن المثيرة. حتى هنا في الصحراء يمكن أن تحلق وتسير في الفضاء، وتلك العربات نفسها المعلقة على الأسلاك يمكن أن تحضر وتعمل، وتصنع سياحة جديدة لعشاق السباحة في السماء ومحبي صعود عربات «التلفريك». لقد أصبح ذلك المشهد والمنظر الذي يعشقه بعضهم حقيقة قائمة وواقعة، ونال الإعجاب والحضور من قبل جمهور كبير، وخاصة في فصل الشتاء، وتجربة جبل «جيس» وعرباته المعلقة بين جبلين تؤكد أن مثل هذه الأفكار يمكن أن تحدث وتتكرر في أماكن كثيرة في الإمارات. 
وإذا كانت الطبيعة الجبلية تسهل تنفيذ مثل هذا العمل، على الخصوص في منطقة حتا الجبلية أو غيرها، فإن فكرة أخرى ممكنة عبر الأعمدة العالية الطويلة، بين مناطق بحرية أو جزر. ولعل أجمل المحطات وأروعها هي أن يجرب الإنسان الصعود والتحليق في سماء الله الواسعة، وبأي وسيلة كانت. اترك الركون والجمود، وروتين الحياة اليومي، وكافئ نفسك برحلة سياحة في الوطن أو سافر إلى البعيد. حلق بعيداً، إنها متعة الحياة.