وصل طرد «تنكة» الزيتون الذي أرسله، صديق عزيز، وحط أخيراً هنا.. يختلف، زيت الزيتون هذا عن غيره، مما قد يصل أو يباع، بأنواع كثيرة، يأتي من دول عدة وخاصة دول البحر الأبيض المتوسط. صحيح أنني لست من أصحاب الخبرة أو المعرفة في أنواع الزيتون أو زيت الزيتون، ولكن دون تردد نعلم جميعاً أن أرض الزيتون، لا تعطي، إلا الأجود والأهم، بل يكفي أن ذلك الزيت خرج من شجرة ارتوت في أرض طيبة، ومن أساس ومنبت طيب، وهي أرض الزيتون دون منازع، تماماً كما أن النخلة هي ابنة أرض الجزيرة العربية. شجرتان في الوطن العربي لهما أهمية كبيرة وقدر عظيم، بل إن مباهج الحياة قد تكون من غيرهما غير مكتملة، وهما شجرتان مباركتان، ورد ذكرهما في القرآن الكريم. وعلى رغم اختلاف نوع التربة الذي تنبت فيه هذه الأشجار والمناخ الذي تعيش وتنبت فيه، إلا أنها متشابهة في الأهمية، وفي قيمة ما تطرحه من ثمار ودوره في الحياة، وأيضاً أهميته الاقتصادية ووجوده في الحياة اليومية. وبالمقارنة البسيطة، نجد أن ثمار الزيتون لها أهمية غذائية كبيرة عند كثير من الناس ولها عوائد وفوائد مادية كبيرة، ويكاد يصبح الآن في هذا العصر غذاءً دائم الوجود، بعد تطور وسائل النقل السريع والمواصلات. 
كذلك زاد الإقبال على زيت الزيتون المهم جداً، والذي يدخل في العديد من مواد التغذية أو صناعتها وهو منافس قوي لباقي المنتوجات الغذائية والزيوت الأخرى. وقد تعددت أنواع ثمار شجرة الزيتون، وكبرت المزارع، وهي أحد أعمدة الإنتاج القومي لكثير من الدول. وعندما نقارن بين إنتاج شجرة النخيل وشجرة الزيتون، نجد أن المحصول من تمر النخيل وثمار الزيتون، له أهمية كبيرة، وهما مصدر دخل عظيم وكبير، ولهما أيضاً أهمية كبيرة في التغذية، وقد زادت مساحات الزراعة واستثمرت هذه الأشجار المباركة في كثير من الدول التي تنبت فيها، وحتى عندما نقارن بين زيت الزيتون، وزيت النخيل نجد أن هناك نمواً كبيراً وازدياداً في استهلاك هذه الزيوت المهمة، ذات التغذية العالية، حتى إن بعض الشعوب التي لا تعرف زيت النخيل قد تعرفت عليه واكتشفت أهميته الغذائية، وقد ظهر أيضاً كثير من الشركات والمصانع التي تعمل على إنتاج دبس التمر. 
وهكذا يتأكد لنا أن شجرة النخيل وشجرة الزيتون من أهم وأعظم الأشجار عند الإنسان العربي، حيث تعطيان الثمار والزيوت، والخير، وقد تصبح أي منهما في المستقبل أهم مصدر للعائد المالي، وهي نبات وزرع مبارك. وإن كانت لديك شجرة نخيل أو شجرة زيتون، فأنت من السعداء والمحظوظين من دون شك.