مبروك نجاح موسم 2022 / 2023 للكرة الإماراتية، وهو موسم تتويج شباب الأهلي دبي بلقب الدوري للمرة الثامنة في تاريخه، وموسم تتويج الشارقة بثلاثية انتهت ببطولة كأس رابطة المحترفين للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه على العين 2/ 1 وقبلها الفوز بلقب كأس رئيس دولة الإمارات، في أبريل الماضي، عقب فوزه على العين بركلات الترجيح الماراثونية المثيرة، كما فاز الشارقة بلقب كأس السوبر فبراير الماضي عقب فوزه على العين أيضاً بهدف نظيف. ليخرج العين صاحب الرقم القياسي في عدد ألقاب الدوري، وهو 14 لقباً بخفي حنين، لكن هل كان التأهل للمنافسة على ثلاثة ألقاب بالنسبة للعين ثم الخسارة أمراً يوصف بالفشل أو بتعبير أفضل «عدم نجاح»..؟
في كتب كرة القدم وفي تاريخ اللعبة بأي دولة يظل اللقب هو عنوان النجاح، كما يعد عنوان النجاح أيضاً عند الجمهور وأنصار الفرق التي تحرز الألقاب، فالبطولة هي حبة الكرز التي تزين التورتة بالتأكيد، لكنه لا يجب أن يكون هو نفس المعيار عند إدارة اللعبة في أي ناد، وكذلك عند المحلل وعند النقاد، باعتبار أن الأداء ضمن معايير التقييم المهمة.
 ولعل ذلك ما يدفع إدارة شركة كرة القدم في العين إلى التعاقد مع الهولندي ألفريد شرودر على الرغم من منافسة الفريق على جميع البطولات هذا الموسم تحت قيادة المدرب الأوكراني سيرجى ريبروف، الذي حقق في موسمين لقبي الدوري وكأس رابطة المحترفين، والمهم هنا هو ما يمكن أن يقدمه المدرب الجديد القادم من مدرسة أياكس أمستردام. وسيكون اختبار المدرب الجديد الأول هو بدء خوض منافسات آسيا في شهر سبتمبر القادم.
رابطة الأندية المحترفة كانت جزءا أصيلا في نجاح هذا الموسم، لاسيما مع حفل اللقب الأخير، وهو كأس الرابطة، حيث كان التنظيم رائعاً واحتفالياً، محشوداً بالجوائز والعروض والموسيقى، وبأحدث التقنيات. وسوف أضيف قنوات أبوظبي الرياضية ضمن مجموعة إخراج الموسم بصورة مبهجة، لاسيما من جهة تصوير ونقل المباريات. وهذا ما كنت أعنيه دائماً بالحديث عن المشهد الكامل في صناعة كرة القدم، فكيف يعمل الجميع من أجل الجميع، وكيف يكون النجاح لفريق عمل واحد ومتكامل ولكن كل في موقعه يكمل الآخر ويضيف إليه، ويبقى في هذا السياق أن تدخل المسابقات المحلية الإماراتية في سباق المتابعة والمشاهدة في المنطقة وفى الإقليم.
نجاح الشارقة هذا الموسم في الفوز بثلاثية وصفت بأنها تاريخية، يعود أيضا إلى اللاعبين ومدربهم كوزمين، وإلى إدارة كرة القدم في الشارقة، وسوف أكرر ذلك كثيرا، وهو أن صناعة النجاح عمل جماعي، ليس في كرة القدم أو الرياضة فحسب وإنما في شتى المجالات.
** انتهى زمن النجم السوبر والواحد، المنقذ والمنفذ للبطولة والانتصارات.. اليوم زمن الفريق. فريق اللعب وفريق العمل.