- «بصراحة.. ما أحد يضايق أهل أهلنا كلما دخلنا مول من المولات مثل بياعين مضارب العطر، يتلقونك من بعيد، ولا يَتَحَفونك، بل يقدمون لك تلك الأصابع القرطاسية المعطرة، ما عندهم فرق بين عطر عنبر ما يصلح إلا لنساء فوق الخمسين، حاجات ومعتمرات، وعطر لشاب توه طالع يحب زهر الليمون، وما يخالف عليهم يرشون حرمتك بعطر رجالي، وتم وأنت تتمشى معاها، تقول متقاود مع ربيعك، مب قالوا منعوهم من تعطير الناس بالزور، أشوف ردوا الحين أكثر وأكثر، وما يسألون واحداً عنده حساسية، وواحداً جيوبه الأنفية لا تسمح بما تريد وتسمح به جيوب كندورته المالية، عطر غصباً عنك، ضريبة مضاعفة تدفعها كلما أردت أن تدخل مول من المولات، ولا بتظهر منه إلا تقول تَوّك ظاهر من مكسار عرس»!
- بصراحة.. هناك فئة من الأفراد تخصصها المصائب والكوارث الطبيعية، ورمي كل شيء على الغيب والسماوات، ولا يعرفون من قانون الجاذبية، وتشقق الطبقات السفلى من قشرة الأرض، ولا الفعل الطبيعي بحكم التقادم الزمني، ولا حركة القمر والنجوم وتأثيرها على الماء وبالتالي الأرض، ولا ذلك التوازن للطبيعة من خلال ما يسمونه بغضب الطبيعة، لا يعرفون إلا أن هذه الكوارث هي عقاب من الله لعباده، وأنها رسائل تنذر بسوء العاقبة للناس الذين ابتعدوا عن الدين، وغالوا في ارتكاب المعاصي، مثل هؤلاء لا يفرقون بين أبرياء وصغار وعجائز راحوا في هذه الكوارث، وعائلات نكبت في أطفالها وأبيد نسلها كاملاً، وفقدوا أشياء كثيرة بعضها يتعوض، وبعضها الآخر بلا عوض، وهناك فئة جديدة باقية من أصحاب نظرية المؤامرة القديمة، ولكنهم ليسوا ماركسيين، بل أصبحوا مؤمنين بفعل التقدم في العمر، وبلا نجاحات تذكر أو أمجاد تبقى، يربطون ما تفعله السياسة وفساد السياسيين بما يقع من حوادث وكوارث طبيعية تحلّ بالبلد!
- بصراحة.. لا يمكن أن تعرف ما يزعل المرأة، بس أعرف تماماً أنه شيء بسيط، ويدخل في التفاصيل، لأنها سرعان ما ترضى، بعكس الرجل ما يزعله إلا الثقيل والكبير، لذا رضاه لابد من أن يستجدى، يعني قول لأي رجل: ليش لابس نظارة ماركة تقليد؟ ستجده لا يهتم، وربما تركك تتحرطم وحدك، وذهب غير مبال، ولا ملتفت لك، وجرّب أن تقولها لأي امرأة، وستعرف الفرق، أولها ستسبّك، ثانياً ستحاول أن تبرر لك وتشرح لك ما يفيدك في الماركات، ثالثاً ستقنعك بأن نظارتها ماركة أصلية، وربما دلتك من أين اشترتها، وحين تتدارك نفسها من هول مفاجأة السؤال ستسمع ردها النهائي: «اذلف ويا هالويه مثل «كشمة بيرسول»، أنت إش درّاك أصلاً بالماركات، ثم أنت منو علشان تقول لي هالكلام»!
- بصراحة.. في ناس عندهم لكل سؤال جواب، يعرف ما يعرف، المهم أنه يغرف ويهرف بما لا يعرف، طبعاً حلو أن يكون الإنسان لديه ثقافة موسوعية، بس مش معقول تعرف في «السياكل»، وتعرف تفاصيل عن «ناسداك»، حلو تعرف ما هو مقياس الزلازل وتتذكر «ريختر» بس لا تغوص عميقاً في مسائل الزلازل، لأنك ستصبح تحت الأنقاض، جماعة لكل سؤال جواب جاهزون لأي حدث كروي، لأي جائحة، لأي علاج جديد يختص بالخلايا الجذعية، عن أنواع العسل وفوائده المعروفة وغير المنظورة، يمكنه التحدث عن أي متغيرات سياسية راهنة، تجده يتحدث عن الحرب الروسية الأوكرانية بتفاصيل نشرة الأخبار، ولا يعرف ما هي الدول التي تتشارك مع أوكرانيا في الحدود، لا يمكن لهؤلاء من جماعة اربط رأسك والكل ينعت لك دواء الصمت، وقول: رحم الله من قال لا أعرف، فقد أفتى!