عواصف تمر، وأخرى تخترق الصوت، وثالثة تدخل في نخاع العظم والإعلام العربي بين تلك الموجات العارمة ينحني لبعضها كي تمر بسلام، ويقفز على بعضها حتى لا تجرح رجليه، وهكذا استطاع أن يبني لنفسه قانون حياة يستمر من خلالها أداء دوره في غسل وجه العالم بالماء والثلج والبرد.
هذه سيرة إعلام في منطقة ملتهبة، وعالم تتراكم فيه المعضلات وتترادف فيه المحن ومن دون أن ينتبه الإنسان بأن وراء هذا التكتل من المصائب يبدو أن هناك عبقرية إعلامية ترتب للحاضر، كما تعد للمستقبل أداة إعلامية سميكة لا تثنيها العواصف ولا تكدرها الكوارث، بل تزيدها إصراراً على الصمود، وتضاعف تصميمها على حب التحولات مع الحفاظ على الثوابت.
اليوم وقد وقف الإعلاميون الحداثيون والتقليديون معاً في صف واحد لأداء الوعد بأن يكونوا حاضرين في المشهد الكوني، وأن يحضروا أنفسهم للقادم الأهم، لأنه كل يوم يمر ولا بد وأن يحدث المهم في حياة الإعلام، ولهذا ليس سراً أن يبوح إعلاميونا عن سر صلابتهم وجلدهم وخشونة أقلامهم في بعض الأحيان في مواجهة التحديات،  فهذه حقيقة الإعلام كونه يواجه حركة كونية في العالم على مختلف الصعد، وهو الإعلام الذي يتوسط العالم ويقف موقف الفاعل المتحرك وليس المتجهم، ويمارس حقه في الوجود بكل حماس وجهد عقلي ونفسي مهما بلغت شدة الموجة، وشراسة الريح، لأنه ما من قوة تصمد أمام معطيات الحاضر إلا وتسلحت بالإرادة، وتأزرت بالحلم وتأبطت خيراً في كل ما يحدث، لأن التفاؤل هو مفتاح الفرج، ولأن الصبر ملح القلوب، ولأن الإعلام العربي ينتمي إلى أمة كانت الصحراء مهدها والسماء العارية لحافها، الأمر الذي يجعل من هذا الدرس تجربة إنسانية جميلة، ومؤثرة في الوجدان مهما بلغت المصاعب.
ولا لذة من دون الإحساس بصعوبة ما يصبو إليه الإنسان ويتمناه، فكل شيء يأتي بسهولة يذهب بسهولة، وكل شيء له سبب في الوجود يجعل من أهميته بالغة الأثر.
نحن اليوم نقع تحت طائلة عالم متحول ولا محطة استراحة لقافلته، ولذلك نجد الإمارات سباقة في الاحتفاء بالإعلام والإعلاميين، ومناصرة همومهم، وتعضيدهم والوقوف إلى جانب كل ذي قلم له مبراة تزيل عنه الصدأ.
اليوم الإمارات هي الدولة التي تقود المرحلة الإعلامية في المنطقة، وهي مؤهلة لذلك كونها الدولة التي تمتلك أدوات النجاح لكل مشروع تقدمه للعالم.
هذه هي الإمارات، وهذه هي قياداتها الإعلامية الشابة تنطلق كأنها المسبار لجس نبض الوجود بأفكار تتجدد بنفسها كأنها الموجة.