عندما تذهب لأمر ما وفي نفسك تحقيق هدف معين، ووجدت في الطريق جداراً، فلا تصطدم به بل غير الطريق إلى آخر وسوف تصل. أما أن تصطدم بالجدار لعدم اعترافك بالبديل فذلك مدعاة لحدوث الفشل والذي يعقبه العصاب القهري. نحن اليوم في عالم تتراكم فيه العقبات، وتحتشد في العقل كومة من التراكمات والتي تصير مع الزمن جبالاً من حصى العقد النفسية المميتة، والتي تجعل الإنسان يسير في الطريق مثقلاً، ويواجه الناس بنفس أشبه بجرار قديم، يحدث دوياً يصم الآذان،مما ينفر، كل من له علاقة قريبة أو بعيدة. 
الإنسانية مهددة بمزيد من العصاب، وكثير من الغضب ضد الذات، لأن الفرد في هذا العالم لا يترك من خيارات، بل إنه ذاهب إلى الحياة بعقل أعمى، وقلب أصم. مما يجعله فريسة للتصادم مع مجريات الحياة، الأمر الذي يجعل كل المغريات، والمثيرات مجرد أمواج تلطم صدور القوارب، وتجعلها ضحية فوضى الداخل، ونتيجة افتئات على الذات. 
نحن بحاجة إلى الإدراك، والوعي بأهمية أن نكون طيعين وليس جامدين، وأن نسير في الطريق،مع فهم أننا قد نصادف المعوقات ولكنها ليست آخر الحلول، بل هناك في الحياة أكثر من طريق، كما إن هناك أكثر من حل، لمواجهة المعضلات. 
في الزمان القديم كانت الحياة فسيحة إلى درجة السيولة، وكان العقل لا يعاني من زحام الأفكار، لذلك لم يكن هناك ما يعرقل العقل من المضي بسلاسة، ويسر، اليوم كل شيء تغير، وأصبح طريق الحياة مزدحماً بالأفكار،كما إنها تضج بالمعرقلات، وهذا ما يجعل الإنسان قلقاً، مضطرباً عاجزاً عن إيجاد الطمأنينة، وهذا ما يضطره في الذهاب بطريقة عمودية، مستقيمة وبلا تردد، لأنه يعتقد أن لا طريق غير الطريق الذي سلكه، ومن هنا تبدأ المشكلة، مشكلة الوقوف على اللاحلول، وانتهاج أسلوب اللاعودة، والصدامية وهذا ما يعقد سير الخطوات إلي الأمام وأحياناً يحطمها ويفشل كل ما لدى العقل من مهمات، تكون سهلة طيعة فيما لو سارت الأمور بنظرية - غير طريك، تجد الحياة منفتحة كأنها الزهرة البرية، تعطيك عطرها، وتهبك جمالها، وتصير أنت الحقل، وهي اللون الزاهي الذي يرخي جماله على جفنيك. كن في السيولة تجد الرخاء العاطفي يثريك، ويملأ جفنيك رعشة الفرح، تكون في السعادة فراشة بأجنحة الحلم الزاهي، تكون أنت في الحياة أغنية قيثارتها هذه الطبيعة الجذلى، تكون أنت في العالم فضاء، نعيمه هذا التلاحم ما بين الذات والآخر.