تمر البلاد بحالة من عدم استقرار الطقس «الحالة الجوية»، للمرة الثانية خلال أقل من شهر، وهذه المرة تركزت على المناطق الشرقية من الدولة، ومن المتوقع أن تنتهي يوم  بعد غد الخميس بعد تراجع حدة المنخفض الجوي، ومنذ الأحد الماضي تعرضت مناطق من الإمارات لهطول أمطار غزيرة ومتوسطة وغبار كثيف وأتربة ورياح قوية تسببت في تحويل العديد من الرحلات الجوية في عدد من المطارات، وكذلك تأثر حركة المرور على الطرق جراء الأتربة والغبار اللذين تسببا في تدني مستوى الرؤية الأفقية.
ما تشهده الدولة والعديد من المناطق حولنا هو امتداد للمتغيرات والتحولات الكبيرة للمناخ في العالم، والتي شهدت معه الكثير من الدول ظروفاً غير مسبوقة منذ قرون من الجفاف والتصحر وارتفاع حاد في درجات الحرارة.
وقد كانت كافة الأجهزة المختصة في الدولة على مستوى الحدث، بعد أن استفادت من دروس الحالة الجوية السابقة، واستعدت بصورة استباقية ومتكاملة لكافة السيناريوهات المتوقعة من خلال الاجتماعات التي عقدتها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والتي أكدت جاهزية واستعداد جميع الجهات المعنية بقيادة وزارة الداخلية، ومشاركة المركز الوطني للأرصاد والقيادات الشرطية المحلية، بالإضافة إلى التقييم الميداني من قبل الفرق المختصة.
 كما عقد فريق إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي اجتماعاً أستعرض الإجراءات الاستباقية التي تم اتخاذها على مستوى الإمارة، حيث كان ملموساً تكامل الأدوار بين فرق الاستجابة للتعامل مع الحالة الطارئة وتنسيق وتوحيد إجراءات التعامل مع المستجدات وتطوير قدرات الاستجابة والاستعداد والتعافي وفق منظومة الطوارئ الوطنية.
 وشهدت الأيام القليلة الماضية التنسيق مع فرق البلديات والنقل بالإمارة لضمان خلو الوديان من العوائق ومتابعة أوضاع السدود وكذلك الاجتماعات التنسيقية لضمان استمرار كافة العمليات الأمنية والإدارية وتفعيل جميع الفرق الميدانية في بلديات مدن الإمارة، وكذلك التنسيق مع فرق الهلال الأحمر و«تدوير»، و«صحة أبوظبي»، والكهرباء والماء.
 الجهود الكبيرة المبذولة والحرص على الأرواح والممتلكات الذي تبذلها مختلف هذه الفرق وفي مقدمتها شرطة أبوظبي تتطلب من الجميع إبداء قدر من التعاون معها، ففي وسط العجاج والأتربة المتطايرة بفعل الرياح القوية كانت الشواخص الإلكترونية والرسائل النصية لشرطة أبوظبي تتوالى تدعو الجميع للحذر أثناء القيادة، ثم نجد البعض يقود سيارته بكل استهتار من دون أدنى اعتبار لسلامته وسلامة الآخرين. فكل الشكر لفرق العمل و«الطوارئ والأزمات» وشركاء الهيئة والإدارة.