هذه هي الصورة في المشهد، وهذه هي الإمارات عند كل إشراقة شمس، وبزوغ فجر هناك في الأفق دورة لميلاد جديد، لابتسامة زاهية على وجه الوجود، لأن في الثنايا رواية جديدة تكتب في صفحات التاريخ، ودولة تبهر العالم كل ساعة، بمهارة العطاء، وبراعة البذل، ونبوغ العقل في اختراق اللاممكن، ليصبح الكتاب الوجودي مفتوحا على ذروة الإنتاج وإصدار ما تحتاجه الحياة لكي تتفتح أزهارها، وتغرد أطيارها، وتغني الأغصان طربا، بعالم يتشكل في دولة، ودولة تنتج عالما أصبح اليوم هو الحاضر والماضي والمستقبل، هو كل الزمان والمكان، هو الإنسان عندما تزدهر مشاعره بالأشواق، وتتكحل لديه الأحداق بإثمد التفاؤل، وإرادة القوة، بعناصرها، وكل ما تدخره من وسائل التصالح مع البيئة، والاندماج مع الوجود، وصياغة التاريخ بحبر الأوفياء، وعرق النجباء الذين وهبوا أنفسهم سلسالاً ذهبياً يعانق نحر الأرض، ويرصع أديمها بالفرح. في صباح كل شمس تبدو الحياة على هذه الأرض مثل ثمرات لوز تتألق بنضج، وعذوبة، تبدو الحياة في هذا الوطن نعيماً يأخذ ساكنيه إلى نعيم تبدو الدنيا مساحة خضراء، أشجارها بشر، وطيورها تطلعات إلى العلا، وأعشاشها أحلام مكسوة بالدفء، ولا غشاوة على الرموش حيث للكحل بريق جمال ناصع، ساطع، تجلى في الصباح عرفا إماراتيا، بعلامة امتياز خاصة مسجلة باسم بلد ليس كسائر البلدان في التعاطي مع صيرورة الحياة بل هي تمضي في الركاب نحو الغايات الأمثل من أجل إنسان خرج من الصحراء كجذر شجرة لا تلهو في الوجود وإنما تسبك من حبات التراب ذهب الوعي، وتصوغ من الأمل قلائد فرح وقوة عزيمة، وصلابة رؤية، هذا ما يجعل الإمارات في العالمين زنبقة تعطر الوجود، ونحلة تمنح الشهد لكل عشاق الحياة هذه هي الإمارات التي جعلت من البحر نهرا تسبح في طياته طيور التألق ماضية إلى المستقبل بكل شجاعة، واحترافية، ومهنية، ومنهجية في التعامل مع الظروف، مهما حلكت، ومهما اكفهرت، تبقى الإمارات هي المصباح المنير في لغة التحكم في المتغيرات، وفي أبجدية سرد حكاية الظرف وما يليه من ظرف، فالحياة في هذا الوطن حبات نقش على ورق الجمال، وهي الأنامل التي لا تبدد الحبر بقدر ما تسدد النقاط على الحروف لتبدو الجملة معرفية وبلا حدود. ليبدو الحديث عن الحياة، تلاوة على صفحات القداسة المعرفية لكل ما ينفع، ويدفع بالعربة إلى أعالي القمم. زهرة اللوتس في هذا الوطن التي خرجت من طين الدهشة، هي لا تزال ترسم الجمال في كل بقعة من هذا العالم وليس في محيطها فحسب، لأن إيمان القيادة بأننا والعالم واحد، جاء من وحدة التفكير منذ الأزل.