بالصدفة تابعت منذ أيام برنامجاً إذاعياً، وفوجئت بالمذيعة تطرح سؤالاً، وطلبت من المستمعين الإجابة عليه، والسؤال يتزامن مع انطلاق الموسم الجديد للدوري الإنجليزي.
يقول السؤال: ما هي أوجه الشبه ما بين الدوري المصري والدوري الإنجليزي؟ وبالطبع جاءت الإجابات بما معناه «إحنا فين وهم فين»، وشتان الفارق ما بين الثرى والثريا!
والمنطق يقول إن ما بين الدوري الإنجليزي والدوري المصري سنوات ضوئية، سواء في التنظيم، مهما كانت الظروف المعاكسة، أو في التسويق أو النقل التليفزيوني، والأهم من كل ذلك احترام اللوائح والقوانين، من دون ممارسة أي نوع من الضغوط على اتحاد الكرة، من أجل تحقيق مكاسب معينة، والكل أمام القانون سواء، فضلاً عن امتلاء المدرجات بالجماهير، مهما كانت قيمة وقوة الفريقين المتباريين، فالمتعة حاضرة حتى صافرة آخر مباراة بالبطولة، وما حدث ما بين السيتي وليفربول في الجولة الأخيرة من الموسم الماضي خير دليل على ذلك.
وعندما تتوافر كل تلك العناصر عند الإنجليز، فلا تسأل عن أسباب فوز الدوري الإنجليزي بلقب أقوى دوري في العالم، بينما يفوز الدوري المصري بلقب واحد من أقل الدوريات في العالم من حيث التنافسية، حيث سطوة الأهلي والزمالك، وغياب الجماهير عن المدرجات إلا قليلاً، وعدم انتظام المسابقة، وعدم إعلاء المصلحة العامة، بدليل رفض الأندية في بداية الموسم الحالي تنظيم نسخة استثنائية للمسابقة، بإقامتها من دور واحد، بحيث تتنافس بعد ذلك الفرق الثمانية الأولى على اللقب، وتحديد الفرق المشاركة في بطولتي أفريقيا، وتتنافس الفرق العشرة الأخرى لتحديد الفرق الهابطة، وكان من نتيجة ذلك الرفض تلاحم المواسم، وأن كل الفرق تعاني من الإرهاق والإجهاد، ناهيك عن التشكيك المستمر في التحكيم، مما أفرز حالة من التناحر والتصريحات الساخنة، برغم أن الكرة المصرية تستعين بحكام أجانب في المباريات المهمة، ولا أعتقد أن استقدام الخبير الإنجليزي مارك كلاتنبرج للارتقاء بمستوى التحكيم، يمكن أن يخفف من حالة الاحتقان التي تسود الساحة الكروية، لأن «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
×××
أتصور أن السؤال المتعلق بأوجه الشبه بين الدوري الإنجليزي ونظيره المصري،  من شأنه أن يقود عشاق الكرة المصرية إلى بذل جهد أكبر من أجل مستقبل أفضل لمسابقة تعاني الأمرين، وتعتقد أنها الأفضل عربياً وأفريقياً!