ساعات ولحظات عصيبة مرت على أهلنا في الفجيرة والشارقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جراء غزارة الأمطار التي هطلت على مناطقهم نتيجة الحالة الجوية التي تمر بها أجزاء من الدولة. غزارة الأمطار فاقت تلك التي شهدتها المنطقة عام 1995. وفاضت السدود ومجاري الأودية لتغمر الشوارع والطرق والبيوت والمزارع. مشاهد فاجأت الجميع بما فيها فرق الإنقاذ التي حالت الأمطار الغزيرة وقوة المياه من دون وصولها بالسرعة المطلوبة.
وقد تحركت أجهزة الدولة سريعاً لتقوم بواجبها تنفيذاً للتوجيهات السامية، حيث أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وزارة تنمية المجتمع بنقل كافة الأسر المتضررة لمواقع إيواء مؤقتة. كما وجه سموه وزارة الداخلية بتحريك فرق الطوارئ والإنقاذ من كل الإمارات القريبة لدعم عمليات الإنقاذ. 
ووجه مجلس الوزراء بتشكيل لجنة عاجلة برئاسة وزير الطاقة والبنية التحتية والجهات المعنية الاتحادية لحصر أضرار السيول والأمطار بالتنسيق مع الجهات المحلية ورفع تقرير مفصل حول الأضرار والبدء الفوري باتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية الممتلكات والأرواح، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والشرطية والبلديات.
وقد ناشدت اللجنة المواطنين والمقيمين «اتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري الأودية والسيول والإبلاغ الفوري عن أي حوادث، مشددة على أهمية استجابة الأفراد كافة لإرشادات وتوجيهات الجهات المعنية، حفاظاً على الأرواح والممتلكات ومرافق البنية التحتية».
كما أعلنت وزارة الدفاع ومن خلال قيادة العمليات المشتركة عن تنفيذها عملية «الأيدي الوفية» دعماً للسلطات المدنية في إمارة الفجيرة لإنقاذ العالقين في المناطق المغمورة بالمياه وإنقاذ المحاصرين داخل بيوتهم، حيث تم إخلاؤهم لمناطق الإيواء من دون خسائر.
وخلال تلك الساعات العصيبة تجلت مظاهر قوة التلاحم بين أبناء الإمارات والمقيمين فيها والكل يحاول تقديم يد العون للآخرين، وشاهدنا متطوعين ذاتيين يهرعون لمساعدة غيرهم غير مبالين بالأخطار المحدقة بهم، ورأينا مطاعم ومقاهي تستقبل عوائل علقوا في الطرقات وتقدم لهم الطعام.
الظرف ليس بظرف توجيه اللوم والانتقادات والاتهامات بالتقصير لهذه الجهة أو تلك وإنما المطلوب من دوائر الأرصاد تطوير مستوى أدائها وتحذير الرأي العام بفترة كافية لأخذ الحيطة والحذر، كما نتمنى من اللجنة المشكلة سرعة إنجاز مهامها وتقديم حلول كفيلة بمنع تكرار تلك المشاهد المؤلمة في المناطق المتضررة، متضرعين لله أن يبارك لنا في هذه الأمطار ويجعلها أمطار خير ورحمة ويحفظ البلاد والعباد.