ـ صباح مختلف، يأتي بعد بشارات الصيف، صباح ملون في عيون الذين يستحقون، صباح مثل خفة الندى على قلوب الناس الطيبين، صباح من فرح ورزق وخير، حين يكون الفرح والرزق والخير وجه «أبو خالد».
ـ  كثيرة هي الأمور التي يحملها في رأسه، في حلّه وتجواله، وحقائب سفره، لكنها كلها للوطن وللناس، لا يعرفون ثقلها، ولا مشقة حملها، لكنها كلها لهم، كلها للإمارات، وكلها عن الإمارات، ومن أجل الإمارات. 
ـ هو أكثرنا عملاً.. وساعاته طوال، أقلنا راحة.. وساعاته قصار، يفكر في الصغيرة والكبيرة، ويحمل عن الناس الثقيلة.
ـ يحمل همّ الصغير والكبير، القريب والغريب، همّ الصديق والبعيد، همّ الوطن والبلدان، ولا يكل ولا يستريح إلا إذا صارت الأمور بالميزان.
ـ يأتيه كبير، فيهبّ له، ويقبل رأسه محبة وتواضعاً وصدقاً، ويأتيه الصغير فيحنو عليه، ويقبل رأسه عطفاً ومودة وصدقاً، ولا تزيده تلك الأمور إلا هيبة وفخراً يتعمم بهما الرجال، ويتقلدهما النبلاء من الفرسان.
ـ قد يذهب لعجوز في الظفرة، ذكرها مرة والده طيّب الله ثراه أو سمع بها من والدته الكريمة، فيتعنى لها، ويشق عليها، ويسأل عن حالها وأحوالها، فقط، لكي يقول للآخرين: نحن لا ننسى من ضحى وخدم هذه الأرض، مثلما لا ننسى المخلصين والطيبين من الناس، صبروا على المُرّة، وكانوا معنا، واليوم نعينهم على المُرّة، ونحن معهم، ونتقاسم الحلوة ونحن منهم.
ـ تجده يفرح مع الناس، وهو أول الفرحين، ويواسي الناس، وهو أكثر المكلومين، فقط لكي يقول للناس: نحن شركاء في السراء والضراء، نحن منكم وعنكم ولكم، فرحتكم غالية، ودمعتكم أغلى.
ـ يتبع حلم والده، طيّب الله ثراه، وخطى أخيه الكبير، رحمه الله، ويسعد بأنه يزيد، ويفخر بالمنجز، ويتمنى الأكثر، ويزيد، لتصبح العاصمة أبوظبي أجمل، والإمارات أقوى وأكبر، والإنسان فيها أصلب وأسعد.
ـ لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد سلامات وتحايا الناس من القلب، وتفاني الناس من القلب، وولاء الناس من القلب، ومحبة لا تنقطع، وود لا ينتهي، يتمنى الواحد منهم أن يصله ولو خانت به الأرجل أو كان على عكاز أو مسند، فالعين كحلها هو، والنفس مسرتها هو.
ـ حينما يكون الرزق «أبو خالد»، الحواس والجوارح تدعو له، في خطوه السعد واليسر، وفي مُحياه الفرح والبشر، ورايته البيضاء العز والفخر.
ـ يسعد صباح تاج الرأس، مثلما أسعد الكثيرين، وغيّر من صباحات الكثيرين، وجعل نهار الناس ملوناً بالخير والرزق وطيف من السعادة غامر.