- «زمان.. كنا نشاهد المطرب عندنا في أغنيته المحلية، وهو واقف في الحر يصور عند بناية جديدة أو في حديقة عامة، ومن خلفه حبّاية أو جهنمية يحرك المخرج أغصانها كل دقيقة، لأن الجو صَهَدّ، ولا ترّوَح نسمة هبوب، والمسكين يهلّ من خاطره، بس ما في «أتموسفير» يساعده، حتى إنه مرات وحين تشتد حماسته، لا يعرف أين يضع يديه، ويتم يناوي، وينكم يا عرب سايرين»!
- «زمان.. تذكرون الكورس الذي يقف خلف المطرب، كانوا ينقّون له من هاذيلاك المتان اللي نصخ الوحدة عن عشر، لكنهن لا يقنعن المشاهد الذي يشعر أنهن شغل مطابخ، خاصة بتلك الباروكات التي تلمع في القايلة، ومحاولتهن قرض الكلمات العامية المجبرات على ترديدها مع اللبان، فيصبحن مثل اللاهثات خلف المطرب، ويرددن بسرعة لأنهن مصطكات عدال بعض في ذاك الحر، فالمباسم تصبح في تردديهن المبازم، والروح عليك شفقانه، ما نسمع منها إلا آنه»!
- «زمان .. بعض مطربينا المحليين كانوا يصرون أن يغنوا بالمصرية التي تظهر بلكنة محلية لا تخفى على أحد، لأن الكثير أقنعهم أن لا انتشار بدون الغناء باللهجة المصرية، وأن الشهرة لا تأتي من الغناء «الخليكي» فيعملون للمطرب منهم لحناً مدرسياً لا يظهر إمكانيات صوته، ولا جمال حنجرته، فيظل طوال عشر دقائق يعاني من التعصر، ومن تعب الكلمات ومن اللحن غير المدروس، وما يصدق متى تنتهي الأغنية، يريد الفكاك، غير مكترث ببوابة الشهرة المؤدية إلى «باب زويله»!
- «زمان.. كان يأتي إلينا مطربون من ذوي الشنط الوطنية، يلف على دول مجلس التعاون، لأن تواريخ أعيادهم الوطنية متقاربة نوعاً ما، فيغني لإذاعتنا أغنية، ثم يغدف على البحرين، ويصدح بنفس الأغنية مع تغييرات في أسماء الأماكن والشخصيات، وحين يعاتبونه يغير المقام، وهكذا حتى يخطف على الجميع، بنفس الشنطة الوطنية الحماسية»!
- «زمان.. كان المطرب الشعبي يحضر ليغني في الأعراس بعشائه هو وفرقته، وخمسة «مضارب كليوبترا بوقرون»، وكم وحدة تتشمت قدامه من فرقة الدان، ويوم يعزر ويتشرط، يطلب صينية عليها ذبيحة يتكفل الشباب بتوصيلها له في البر، ويكملون السهرة معاه للفجر، لاطمين نصها»!
- «زمان.. كان المطرب الشعبي المنتهية صلاحيته من قوم بو ضرسين ذهب، يوم يسمع أن هناك عرساً، يقوم يتخرطف على العرب، ويشالي في ذاك المكسار، لعل وعسى يسمع كلمة من أهل المعرس أو العروس يطلبونه للغناء، وحين يسمعها مجاملة من أحدهم، يتعذر أن عوده ليس معه، وأن أم عظيمين مرّثة عليه حمى نفّاظيّة، وصوته محبوس، وحين يكاد يسمع كلمة خسارة منهم، يخبّ نحو سيارته، ويتطاول عوده، وتعالوا شوفوا من يروم يسكّته عقب عزيمة من خطف»!