رحم الله المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، لقد سار على نهج الباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وله، رحمه الله، مبادرات وبرامج ومهرجانات حافظت على الموروث والعادات والتقاليد، ورسختها كجزء لا يتجزأ من الهوية الإماراتية، التي أصبحت عنصراً محورياً أسهم إيجاباً في التحاور مع الثقافات والحضارات الأخرى، ونتج عن ذلك تعايش مجتمعي استثنائي يحتوي الاختلاف وينبذ الإقصاء والعنصرية والتمييز.
 ولابد من القول: إن القائد الفذ هو الذي يقرأ التفاصيل ويستشرف المستقبل، فيعد الأجيال المتعاقبة بقوة التراث، ففي عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد «رحمه الله» تعلم النشء السنع والتربية الأخلاقية في مناهج الدراسة، وكان القائد الراحل يذكر الأجيال بأمجاد الأجداد وكرمهم، وصبرهم، وتحملهم، وتعاونهم وغير ذلك من أساليب المودة والتعامل الإنساني الذي مارسته الشخصية الإماراتية الإيجابية في الظروف الصعبة فضمن بقائها.
وتكملة لمسيرة العطاء الخالد يسير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، فهو من يستشرف المستقبل ويحمل راية العلم والمعرفة لآفاق وتطلعات جديدة. 
نحمد الله ونشكر فضله أن ولدنا على هذه الأرض الطيبة، التي تعزز إنسانيتنا وآدميتنا على الدوام، وأجمل ما نمر به ونعايشه هو تلك الأحداث التاريخية التي نتعلم منها فنون القيادة بشغف ومحبة. للعارفين أقول: طيب الله ثرى الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد الذي بنى، ورحم الله المغفور له الشيخ خليفة الذي مَكن، وندعو الله أن يوفق سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، فخر الإمارات وعزة شعبها والمقيمين على أرضها. إن سموه أمل المستقبل ونور الحاضر وبهجة الصباح والمساء في وطن التسامح. فداك يا رئيس الدولة الروح والغالي والنفيس.