القيادة موهبة وليست قص ورقة من دفتر مذكرات. القيادة تحتاج إلى عبقرية فذة تستطيع اختراق اللاممكن، وتحقيق الأبعد من مرمى البصر، والأرفع من الذراع، والأوسع من محيط الفكرة الاعتيادية. 
صفات لا يتمتع بها إلا من تربى في كنف عائلة احترفت الإبداع، وسليل إرث يشع بقوة الأثر، وبعد النظر، هذه الشخصية هي تلك الكامنة في سجايا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، شخصية التحقت بالحياة العملية في وقت مبكر، أي منذ الثامنة عشرة، الأمر الذي صقل الذهنية، وشحذ العزيمة، وسن التطلعات، مروراً بمراحل، وقنوات، وفصول من الممارسات الوظيفية في مختلف المهن، العسكرية، والزمنية، والاقتصادية، ثم السياسية وهي البؤرة التي وقفت عندها شخصية محمد بن زايد، وتأملت المشهد بأناة وتؤدة، وقرأ فيها الثنيات، والحيثيات، والدقائق من الأمور، والحقائق في ما بين السطور. اليوم وهو يتلقى المبايعة من قمة الهرم الاجتماعي حتى الأصغر، فالأصغر، والجميع قالوا لبيك يا قائد نحن السند، حتى الأبد، فسر بنا سيدي، سر فالقافلة تسرج جيادها لحل وترحال نحو المجد المجيد، واليوم التليد، فعبقريتك سيدي تشير إلى شعاع ما يطل من أفق التاريخ، ينادي ويقول هيا ياشعب الإمارات، فإن للغد لجاماً يحكم قبضته فارس من هذا الزمان، وأن للوطن أمنيات كالجداول لا يملأ فيضها سواك، وللأشجار نشيد لا يرفع صوته سواك، وللشعب خيال أنت عقله وأنت الدماء التي تسير في عروقه، أنت سيدي كلمة السر في لغة التطور والنهوض في هذا البلد الذي شهد على مدى الخمسين عاماً، وثبات الأفراس، وقفزات الموج، ورفرفة الطير في فضاءات العالم، متحدياً الصعاب، متجاوزاً الشعاب، منسكباً كالنهر في قلوب الناس جميعاً، منهمراً كالشوق في ضمير العالم، متسامياً بسمو وطنك، وعلو كعب شعبك
متجلياً كأنك الشهاب مخترقاً غيمة العالم، مكتسياً مشاعر الحب للناس، من كل الأجناس ومن دون تلوين أو تصنيف، أو تحريف، هذه هي العبقرية، هذه هي الفرادة عندما تكون الشخصية كأنها النجم في خيال السماء، كأنها القصيدة في ديوان القداسة، كأنها الحلم في عقل النجيب اللبيب. 
اليوم الوطن ودع فارساً، وفتح الأفق واسعاً، لقابس شعت مناقبه، وشعشعت سجاياه، وابتهل الكون جذلانا لحلول بدره وسط سماء الوطن.