سوف يصحو الطير ويفرد أجنحة واسعة المجال، ويسعى لكي يشارك العقول التي وهبت نفسها للتغريد من أجل الحياة، ومن أجل الفرح، ومن أجل أن يصير العالم أكثر ضياءً، وأوسع فضاء، وأجمل محيا، وأصفى عيوناً، وأنقى وجوها.
في هذا اليوم سوف تتمايل غصون الأشجار جذلى، مأخوذة بهذا النهار الزيزفوني، نهار دبي، المضوع بأحلام الذين يدنفون عشقاً بجمال الفكرة، وكمال التجربة، وفضيلة العطاء، ونبل التعامل مع الحيان من دون تغضنات، ولا هنات، ولا كبوات، ولا عثرات، ولا لعثمة ولا كلكلة، ولا قلقلة، ولا عرقلة، ولا عقبة.
اليوم تنطلق الجياد محمولة على كفوف الطموحات الكبيرة مشمولة بأمنيات الذين لهم في المنى قصيدة معرفة، ومقامة حلم لا يبلى زنده، ولا ينطفئ له وهج، اليوم الإمارات على موعد مع شموع الفرح، وروعة المنهل، ومهارة المعطى، اليوم العالم هنا يصفق إيماناً بقدرة قيادتنا، وشعبنا أجمعين على حمل الراية، والذهاب بعيداً بالمرحلة، حيث تكمن حقيقة التطور من دون توقف وقد قالها خليل جبران، - تقدم ولا تتوقف، في التقدم يحدث الكمال - وها هي بلادنا تمتطي ظهر الموجة، وتغادر اللحظة إلى حيث تكون الحياة مبهجة، تكون أزهارها متفتحة، وتكون بحارها قوارب عملاقة تحمل الدر النفيس إلى حيث يكون العالم في أتم عافية، وأكمل صحة.
اليوم نرى الغرس وقد نما، وترعرع، وزهى وازدهر، وأثمر وأسفر، والعالم من حولنا كواكب تدور في فلك أرضنا ونحن في المحور جوهر الطبيعة ونحن موالها، ومنوالها، نحن في التجربة البرهان، والبيان، والبنان والتبيان السيرة والسيرورة والسبر، والخبر، نحن اليقين، والتبيين، نحن المسافية ما بين الرمش والعين، نحن مقلة الأشياء في حالتها الصحية الوافية، نحن قبلة الشفاة على خد وجيد، نحن السهل والنهل ومنجل البحث عن الحقيقة، نحن القدرة الفائقة على صناعة المستقبل ما دام الربان يكمل بيت الشعر من نجود الأفكار الذهلة، وما دامت دبي في الحياة جواداً راكضاً يدفن الكبوة برمل الإصرار، ويمضي إلى المستقبل بحلم أشبه بعيني دعجاء لها في المحسنات البديعية تاريخ، المذهلات، المدهشات، المبهرات، البارعات في صناعة الجمال من وهج اللقا، ومن حرقة التداني.
هذه هي الإمارات، على أجنحة الآمال العريضة تبني عروش التطور وتنسج خيوط أقمشتها الحريرية.