يوم أغر، ويوم فيه ينبلج الفجر، وتكتب النجوم الكلمة الأولى على أول السطر، يوم فيه يخرج القمر، من بين طيات الدهر، ليقول هنا يبدأ العالم، هنا يتألق الشجر، وهنا يتدفق النور رياناً بضياء دبي، وما أبدته من سحر.
في 22 نوفمبر يكتب العالم روايته عن صناعة الغد، وبداية العهد، سيرة وطن أصبح كنز العالم، وثروته التي لا تقدّر بثمن.
في هذا التاريخ، العالم يحتفل ببراعة دبي، ومهارة قيادة أسست للمستقبل مدرسة لتعليم العالم كيف تدار الأوطان، وكيف توجه البوصلة إلى ذاك الأفق البعيد، وكيف تتلمس الأنامل وجنات الحياة، كي تبقى وردية، رضية، رخية، ندية شجية، نقية، صفية، جزية، لا تقطب، ولا تشجب، ولا تعتب، ولا تغضب، إنها الحياة التي ارتضتها دبي، وعلى صهوة خيولها ارتفعت الهامات، وشمخت القامات، وسمقت، وبسقت وارتقت حتى صارت في الكون مقامة «دبوية» عريقة، ينظر لها العالم بمنظار الدهشة والإعجاب، والفخر، والاعتزاز.
دبي، وهي تضمخ فكر العالم، بعطر الغافة، وسبر النخلة، وإرث الطيبين من بني الصحراء الأبية، أولئك الذين على عواتقهم نهضت الإرادة مؤزرة بأحلام تتسع الكون، أولئك الذين سقوا البذور من عرق البذل، ومسدوا التراب بأنامل أشبه بالأقلام، نظمت، ونضدت، ورتبت، وشذبت، وهذبت، وكتبت السيرة على أوراق اللوز، وتركت للآتين أرشيف حياة، يستمدون منه قوة العزيمة، وبراعة الشكيمة، ومهارة الفطنة، ورونق الحكمة.
اليوم دبي تستقبل الآخر، بيد مملوءة يجعلها وفية للماضي ملتزمة بمعطيات الحاضر، متمسكة بأهمية أن نكون في المستقبل.
هذه هي رؤية القيادة وهذه هي شيمة الحاكم المطوق بقلائد النزاهة، والبصيرة، وقوة المعنى في قصيدة الوطن.
في هذا اليوم لن يكون الاجتماع لأجل الصناعة فحسب، بل هو طغيان الرغبة في رؤية دبي، كيف أصبحت البوصلة التي تحن إلى مرافئها القلوب، وكيف تتطلع إلى الاقتراب من مروجها العقول، وكيف تنظر إليها الأرواح، كفضاء خلاب، تستجير به من رمضاء الفضاءات المدلهمة.
اليوم العالم يلتئم هنا في دبي، على أرض الإمارات الخضراء، جمع تؤلفه المحبة إلى بلد استطاع أن يكون موئل الحب، والعلاقة الحميمة، مع العالم بأسره.