تعمل دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي على جس نبض الحياة في ظروف كورونا الاستثنائية، الأمر الذي يجعلنا أمام جهود تبذل لأجل الاستنارة، ولأجل إضاءة الإشارة الخضراء أمام الذاهبين إلى حياة مضاءة بالأمل، ملونة بالتفاؤل، مشكلة بأبجدية الأمنيات الرخية، والآمال السخية، ومعطيات حياة لا تتوقف عند حد، ولا تقف عن صد، هي حياة إماراتية مستثناة من كل الظروف العصيبة التي تصيب العالم، لأن الإمارات دولة في دورتها الدموية مناعة الأبدية، لأن في الإمارات رجالاً لا تلهيهم جوائح عن السير قدماً نحو الغايات السامية، ولأن الإمارات وطن الأهداف العظيمة، فهي تمضي ولا توقف العجلة، وتستمر ولا تطفئ الأنوار، وتصعد ولا تخفف الوطء، وتتسرب في ثقوب الحياة الضيقة، كأنها الجداول اليافعة، لتصل إلى عروق الأشجار، فترفع قاماتها، وتجذر هاماتها، وتقوي من عضدها، حتى تصبح السماء قبعة منسوجة من سعف النخيل الوارفة الظلال.
لهذه الأسباب كلها، تسعى دائرة تنمية المجتمع في تلمس تلك العلاقات الشفيفة التي تربط الأسرة، وتعمل على تتبع خطوات الأسرة الواحدة لمعرفة مدى التلاحم، والانسجام بين أفراد الكون الصغير الواحد، فتجد أن العلاقة موشومة بالدفء، موسومة بالحنان، الأمر الذي يجعل من ظروف الجائحة مسألة وقت وتنتهي، وتذهب أدراج الرياح، وتبقى الأسرة الإماراتية، ترفل بالعافية، والحب، هذا ما استنتجته دائرة تنمية المجتمع من خلال استطلاعاتها التي أجرتها في العاصمة البهية، وأظهرت النتائج أن من أهم أسباب هذا النشاط الحيوي في جسد الأسرة هو الصبر، والمودة، إضافة إلى عوامل أخرى مساعدة، أدت إلى كل هذه النتائج الإيجابية، والتي تتميز بها الأسرة في عاصمتنا عن غيرها من بلدان العالم.
نهر من عناصر القوة اكتسبتها الأسرة هنا، وغذتها، وعززتها، ودعمتها، وكرستها، وجذرتها المعطيات في واقع الأمر، وكذلك الجهود التي تبذلها الحكومة من أجل تذليل العقبات، وإزاحة الكبوات، وتمهيد الطريق لكي تمر عربات الطموحات من دون عراقيل، أو صعاب، هذا ما جعل الوطن ينعم بروح عالية، ومشاعر أشف من كأس الماء العذب، وأفكار منسوجة بالفرح كما هي شراشف الحرير.
وطن ينعم بهذه السجلات من المكتسبات، لا بد وأن تصبح الأسرة فيه بأتم الصحة والعافية.