اليوم العطلة الرسمية بمناسبة المولد النبوي الشريف، وهي إحدى صور إجلال وتعظيم المناسبة وصاحبها سيدنا محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام، ضمن صور وفعاليات عدة، تحيي بها الإمارات المناسبة المباركة لتبرز للأجيال مناقب سيرته العطرة بما تحمل من دروس جاء بها المبعوث متمماً لمكارم الأخلاق ورحمة للعالمين. دروس وقيم عظيمة تحمل الصورة الحقيقية للرسالة التي بعث بها خاتم الأنبياء والمرسلين، وسماحة الإسلام ووسطيته واعتداله. وهي تدعو للتسامح وحسن التعايش والتعاون بين البشر على اختلاف أعراقهم ومشاربهم ومعتقداتهم، وأكدت على احترام اختلاف الحضارات والثقافات.
قيم حرصت الإمارات على الالتزام بها وترسيخها وتعزيزها ونشرها لتقدم للعالم تجربة ملهمة في تحقيق استقرار وازدهار الأوطان، كما حملت رسالة إنسانية لكل المجتمعات انطلاقاً من توحيد الكلمة ورص الصفوف وحشد الطاقات للعمل معاً لتحقيق الغايات والأهداف المشتركة لصون كرامة الإنسان في مختلف بقاع الأرض.
دروس أحوج ما تكون إليها المجتمعات مع ما تشهده من تشويه للدين السمح على يد أولئك الذين عملوا على اختطافه وسلبه جوهره وتطويعه لصالح أهدافهم ومراميهم المتطرفة، والتي تبنتها الجماعات الإرهابية وهي تسفك دماء الأبرياء وتعيث خراباً وتنشر الدمار في كل مكان باسم دين الحق، والدين منها براء.
كما قدمت الإمارات مبادرات من واقع ذات القيم التي بشر بها نبي الرحمة، من أجل نبذ التعصب والغلو والتعريف الصحيح بالدين الإسلامي، لتدحض وتعري دعاة الفتن والتضليل. وتقف تجربة منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ومجلس حكماء المسلمين وصولاً إلى وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في عاصمة التسامح أبوظبي فبراير 2019، تقف كل تلك المبادرات شاهداً على الجهد الاستثنائي للإمارات في هذا الجانب، خدمة للقيم العظيمة لديننا الإسلامي الحنيف.
احتفاء واحتفال الإمارات رسمياً وشعبياً بالمناسبة والذكرى، سانحة تتجدد للتذكير بالجهد الاستثنائي والمسؤولية الكبيرة والأمانة العظيمة الموضوعة بين أيدينا، لا تلهينا عنها دعوات المشككين ممن يعملون دائماً على حرف المجتمعات عن الحقيقة ويسعون جاهدين لإشغالهم في مسائل فرعية، ليفسحوا المجال لدعاة الغلو والتطرف لنشر أفكارهم الغريبة، والمتناقضة مع المقاصد النبيلة السمحة لرسالة خاتم النبيين، من حسن التعايش والتسامح وفعل الخير لجميع البشر من دون تمييز، ولنا في صاحب الذكرى رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، الأسوة الحسنة ونقطة على السطر.