* عجزنا من أيام الأمم المتحدة التي على طول السنة، القليل نتذكره، والكثير منه ننساه، يوم المرأة العالمي، ويوم الزوجة العالمي، ويوم اقتطاف الفرصاد، ويوم تحرر المرأة، ويوم المرأة العاملة، ويوم المرأة المطلقة، ويوم الرضاعة الطبيعية، كل هذه المناسبات ما تخص المرأة الأوروبية، ولا تسأل عنها، رغم أن متطلبات المرأة الأوروبية من الهدايا ما خف وزنه وثمنه، يعني سلسلة صغيرة فضة، وردة حمراء، بيجامة من الجمعية، كتاب جديد صدر حديثاً، عزيمة عشاء، لا دخل للذهب وأطقم الألماس والشنط الغالية، والساعات التي تَلْقّ من بعيد، عندنا الحرمة من تشوف مناسبة عالمية تخص المرأة من التي ترعاها الأمم المتحدة، ومنظماتها المختلفة على هاتفها من خلال المواقع الإلكترونية إلا وتوقظك من صباح الله، ولو كان اليوم العالمي ما يخصها مثل يوم الكرز العالمي، أو يوم «الهندال الناضي»، لكن تراها تنوي شراً، وتريد أن تتضارب معك، وأنك نسيت يوماً مهماً مثل يوم تقدير الزوجة العالمي الذي يصادف الخامس عشر من شهر سبتمبر، الموافق التاسع من شهر صفر، وتعال أنت تذكر هذا التاريخ، التاريخ الوحيد الذي نتذكره يوم غزوة بدر، وعيد الأم «حلوة اللبن»!
* ما يوترني مثل أولئك الأشخاص الذين يحرصون على حضور يوم الافتتاح لأي مناسبة، ويتعنون لها، ولو تكبدوا الصعاب، وقطعوا مئات الكيلومترات، يظلون يزاحمون بالمنكب والمرفق والكتف غير القانوني ليتصوروا لحظة قص الشريط، غير خافين حماستهم الزائدة، ولا تلك الابتسامات السيراميكية، وبعضهم يرتدي بدلاً من الصندوق القديم أو أجمل ما عُلِق على حبل الغسيل، يظهر الود والتودد لكثير من الضيوف الذين لا يعرفهم، ولا يعرفونه، فيراه العاملون في وسائل الإعلام، فلا يشكون أنه غير مهم، وعلى صلة كبيرة بالحدث والموضوع، فيطلبون منه تعليقاً يخص هذه المناسبة في تقاريرهم التلفزيونية، لأنهم رأوه في الصورة، وخلف الراعي الرسمي، فلا يستلف لهم، فجوابه حاضر، وجرابه لا يخلو، فيهلّ عليهم بحديثه الجاهز وسابق الصنع، من تلك الجمل المعلبة: «أعتقد أن هذا المعرض يلعب دوراً مهماً في.. وشعوري شعور أي مواطن حصل على بيت شعبي.. في الحقيقة إنها مناسبة عظيمة..» وبعدها «يديك والخلاء» ما تشوف واحداً منهم، هم أقل الناس منفعة للمناسبة، ولا يشترون بـ «جرْخِيّه»، هم أشخاص تغريهم الصورة، ويفرحون بالراعي، ولا يستفيدون من الحدث والفعالية!