كل ما نعرفه عن القرنفل في بلادنا قديماً أنه ذلك النبات الأسمر اللون، الذي له أهمية كبيرة في بعض الأدوية أو تزيين طعم القهوة، رائحته الجميلة والعطرية تجعل وجوده في كل منزل من ضروريات الحاجيات أو الأدوية المهمة في حياتنا اليومية. والقرنفل مهم جداً ولذيذ عند مزجه مع كل أنواع القهوة، ظل حاضراً في الأسواق الشعبية من قديم الزمن وحتى الآن. بعض المدن والبلدان تشبه جمال القرنفل وعشقه القديم المتجدد بمن يعشق الحياة، ولعلّ جزيرة القرنفل أو زنجبار تلك الوردة الزاهية التي سبَت عقول البحارة قديماً، وأقلعت الأشرعة إلى شواطئها الجميلة وطير البحارة القدامى في عُمان أخبار تلك البلاد العجيبة منذ غابر التاريخ، ذلك العشق القديم للإنسان العربي في الجزيرة العربية، سلبت تلك البلاد القرنفلية الرائحة والجمال حب العرب، وهناك شيدوا مواقع وأسسوا تاريخاً جميلاً امتد أعواماً طويلة. كان الحب كله زنجبار أرضها وجمالها وسمار القرنفل الذي امتزج مع روح العربي الذي جاء عبر البحار حاملاً حبه وعشقه، ومؤسساً تاريخاً بديعاً عكس روح العربي المحب للحياة. وعندما اندمج العشق وأزهرت المحبة كانت زنجبار.. زنجبار الجميلة، ولا زال الحب والود والعشق حتى بعد تبدل الأيام وتغير الحياة والناس، فقط في العصر الحديث انفكت جزيرة القرنفل عن محبيها وناسها باسم جديد وحياة جديدة، ولكن العشق لا زال على عهده القديم.
عن هذا التاريخ وهذا الحب وزمن الماضي الجميل المرتبط بين زنجبار وعُمان والخليج العربي كُتب الكثير، ولا زالت حكايات طي الذاكرة عند العديد من قدامى زنجبار والخليج.
كل السفن التي أبحرت من موانئ الخليج العربي وحملتها الرياح إلى هناك/ زنجبار كان العشق والحب يحتل قلوب البحارة فيها على الرغم من موانئ كثيرة طافوا بها، ولكنْ لزنجبار حب عجيب، حتى الأغاني والموسيقى التي تأتي من السواحل الأفريقية وأهمها الليوا تزيدهم طرباً بأن تحمل اسم زنجبار «عطيني بسرة خنيزي ما با زنجبار». وهي كناية عن أن زنجبار هي العشق الساكنة في الأعماق، وكل شيء ثمين لا يعادله قط شيء غير هذه الحبيبة/ زنجبار.
كانت مثل زهرة القرنفل وحملت نعت جزيرة القرنفل من فرط حبها وأهميتها لأهل الخليج العربي، فهي ميناء وأرض مهمة لربط الموانئ العربية بالقارة الأفريقية.
زهرة القرنفل، جميلة ولها رائحة أخاذة وألوانها في غاية الجمال متعددة الألوان من الأحمر والوردي إلى الأبيض والأصفر، يمتد غصنها مسافات طويلة ثم يحمل الزهرة الزاهية، وكأنها ترحب بالحياة والجمال وتنشر العطر في كل مكان.
القرنفل عطر المساءات الحالمة ورائحة الصباحات البديعة عندما يمتزج مع قهوة الصباح.
حتى موسيقى الأفراح عندما تقودها الليوا بأغانيها الطربية البديعة ويتحول مساء فرحك إلى عطر قرنفلي وتردد بحب وفرح «عطيني بسرة خنيزي ما با زنجبار» وتأخذك إيقاعات الفن والجمال إلى البعيد، ولا تحضر معك وفي قلبك غير زهرة قرنفل حمراء ومعشوقتك الجميلة.