ماذا تشاهد في دورة طوكيو الأولمبية ومتى؟
هو سؤال تطرحه الصحف العربية والعالمية لترتيب متابعة الدورة بما فيها من زخم وزحام في المسابقات وقوة المنافسات.
وأشاهد بالطبع كمصري مباريات كرة اليد، حيث يشارك المنتخب في السباق على التأهل للدور قبل النهائي لعل الحلم يتحقق ويفوز الفريق بأول ميدالية أوليمبية عربية في لعبة جماعية، وهو إنجاز شديد الصعوبة، وقد يطول تفسير قيمة مثل هذا الإنجاز، لكن باختصار البطل الفرد هو نتاج مهاراته وقدراته وحده، بينما الفريق البطل هو نتاج مهارة وقدرات كل لاعب، بالإضافة إلى مهارة العمل الجماعي.
شاهدت مشاركات اللاعبين المصريين الواعدين في الدورة مثل هداية ملاك وسيف عيسى في التايكواندو وفريدة عثمان ومروان القماش في السباحة، إضافة إلى أكثر من تميز عربي، لكن أهم إنجاز عربي فردى حتى هذه اللحظة هو فوز السباح التونسي أحمد الحفناوي بذهبية سباق 400 متر حرة وهو يسبح في حارة رقم (8)، ويكون صاحبها خارج المرشحين عادة للتتويج.
والحفناوي صناعة تونسية 100% فلا تدريب في أميركا بمنحة دراسية، ولا مدرب أجنبي، ومن مفاجآت طوكيو 2020 فوز العداء الإيطالي ولاعب الوثب الطويل السابق لامونت مارسيل جاكوبس بالميدالية الذهبية لسباق 100 متر عدو للرجال، ليهزم ظل الجامايكي أوسان بولت الذي يخيم على المئة متر عدواً لحقبة كاملة.
33 لعبة، وأكثر من عشرة آلاف رياضي، ولا يفوزون جميعاً بالميداليات كما يظن الكثير من الناس الذين لا يعرفون ماهية الألعاب الأولمبية، وجزء كبير من الناس في وطننا العربي، سأم نشيد «التمثيل المشرف» الذي يعزف منذ نصف قرن لتبرير الحصيلة المتواضعة من الميداليات مقارنة بدول المقدمة، التي وضعت نظماً رياضية وتعليمية، تصنع قاعدة عريضة من الممارسين، وتنتج الأبطال بصورة طبيعية.
ماذا شاهدت في الألعاب الأولمبية؟
بعد مباريات منتخب كرة اليد المصري وبعض الأبطال المصريين المشاركين، تابعت كالمعتاد الفروسية بمسابقاتها وخصوصاً الترويض، وهي الرياضة التي يتوج فيها الفارس والفرس تكريماً للتدريب وللمتدرب وهو الجواد الذي يبدع في الأداء الحركي، وأشاهد السباحة وألعاب القوى والجمباز، ولا أتابع كرة القدم في الأولمبياد إلا إذا كان منتخب مصر أو فريق عربي مشاركاً، لعل وعسى.. وقد عسى!