الرواية وكتابتها.. هل هي سرد لواقع؟ أم إبداع وتخيلات يطلقها الكاتب في فضاء الكتابة؟ هل هي مستند تاريخي عندما تتناول الأحداث التاريخية وتعيد طرحها على شكل حكاية؟ وهل الكاتب مسؤول عن المفاصل التاريخية وكيفية عرضها/ قراءتها؟ أم هو مجرد راوٍ يقدم ما يعتقد أنه الصواب، أم أنه مبدع يضيء بعض الزوايا ويركز عليها في القراءة والتمحيص؟ ولكن في المقابل.. هل علينا أن نستند إلى الروايات لنطلق الأحكام ونكوّن التصور والرأي في صيرورة ما مضى أو حدث من أحداث تاريخية؟
صحيح أن الكاتب في قضية تسجيل الروايات من أصحابها، إن كان ينقل سيرة أو يسجل شهادات لمن ما يزال يروي تاريخ مشاهداته وواقعاً هو حاضر له ومعايش لأحداثه، ولكن أيضاً يتوجب الحذر من أولئك الذين يروون مذكراتهم أو مشاهداتهم ويطلقون الرأي والأحكام، سواء على الحياة الاجتماعية أو الأحداث التاريخية التي حدثت في زمنهم وواقعهم الماضي، خاصة إذا كان الكاتب لم يكن قريباً من تلك الأحداث وكان الفارق الزمني بينه والماضي كبيراً جداً، ويتعدى أجيالاً بعيدة، وكبيرة المسافة بين الحدث والمتحدث، وهذا الشاب أو الشابة التي تعيش في عصر جديد بكل أبعاده وأحداثه. فالمذكرات واليوميات لأولئك القدامى تتطلب القراءة التاريخية والمقدرة أو المغامرة للدخول في سرد الأحداث التاريخية، وما جرى في تاريخ ماضٍ قد يحدث فيه ما يختلف عن واقع اليوم إلى حد بعيد.
الرواية أو الراوي أيضاً غير مسؤول عن النبش أو القراءة بطريقة قد لا تعجب بعضهم أو تثير لديه الحساسية أو الرفض، ولكن هل الكاتب المختلف عليه أن يلتفت لما تحدثه كتابته من أسئلة واختلافات في التفسير، طبعاً قد يكون الجواب نعم، ولكن في المقابل لن تمر مثل تلك الكتابات المختلفة من دون نقد وتفنيد -ولذلك قد تكون الواقعية حكمة. 
هذه مقدمة صغيرة للدخول إلى رواية الكاتبة ريم الكمالي وروايتها «يوميات روز» رواية على شكل تسجيل ليوميات فتاة عاشت في زمن ماض ولعلها بين خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بداية من معرفة هذه المنطقة والجزء الصغير من مدن الخليج العربي، عالم للتو يدخل إلى دائرة الضوء، وينفرج تدريجياً على الحياة الخارجية لمنطقة الخليج التي ما زالت تعيش في ظروف اجتماعية قديمة وصارمة في فتح كوة صغيرة في الجدار الاجتماعي الصلب، والذي تتحكم فيه الأعراف الاجتماعية. الفتاة التي أطلقت عليها الكاتبة «روز»، والتي تروي حكايتها مع المنظومة الاجتماعية والمتغير الاجتماعي وحديثها أي روز عن الحراك الاجتماعي والأحداث التاريخية، ولعلّها مذكرات حقيقية، ولكن يبدو صعباً الحديث عن كل شيء في مثل هذه الروايات.