مع كل مبادرة جديدة تترسّخ قناعتنا بالرؤية الاستشرافية لحكومة الإمارات، التي راهنت على الابتكار مكوناً أساسياً وجوهرياً لمشروعنا التنموي، وتسطر يومياً صفحة جديدة في كتاب الحضارة الإنسانية، وتكشف جانباً من ملامح استراتيجيتها للتجسير الحضاري وصناعة الإبداع.
الجديد هذه المرة هو منح 100 ألف إقامة ذهبية لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع والشركات الناشئة والمتخصصة في مجال البرمجة، ضمن «البرنامج الوطني للمبرمجين»، المخصص لأولئك المستعدّين للتحليق بأحلامهم وطموحاتهم انطلاقاً من الإمارات التي هي أرض الفرص والعقول والمواهب.
ربما يتساءل البعض: لماذا «البرمجة»؟.. ولهؤلاء نقول: إن البرمجة جوهر عملية التقدم التكنولوجي، وركيزة صناعات المستقبل، ومنها: الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية وغيرها، فيما الاقتصاد الرقمي والتحول التكنولوجي ضرورة لضمان تنافسية الدول وجاذبية الاقتصادات.
بـ «برنامج المبرمجين» نعزز مكانتنا وجهة عالمية للمواهب والشركات الرقمية، ونرسخ دورنا قوة إقليمية وعالمية في مجال البرمجة، وملتقى لأبرز الكفاءات والشركات الناشئة والعالمية على حد سواء، ونخطو بثقة لنصبح قوة عالمية في قطاع التكنولوجيا.
ومع المبرمجين نؤسس لصناعات جديدة ودقيقة ومعقدة، ونرسخ صورتنا في الذهنية العالمية وجهة لصناعات المستقبل ومركزاً ريادياً لها، ونثبت أقدامنا بالمراكز العالمية الكبرى في التصنيع والإبداع، ونقطع مسافات جديدة في «سباق التميز»، الذي نعرف، كإماراتيين، دروبه وقوانينه جيداً.
ومجدّداً نذكّر بأنه لم يكن لنا أن نفتح أبوابنا لمبدعي العالم دون نجاحنا في وضع الأساس وتهيئة البيئة الرحبة والبنية التحتية المحفزة للإبداع والابتكار، ضمن مرحلة أكثر قوّة وانفتاحاً وتنوعاً، ذلك أن طموحاتنا أكبر من أي صور نمطية.
ماضون بقوة نحو المستقبل الذي امتلكنا أدواته وأحطنا بأبجدياته، بعيداً عن الشعارات التسويقية والكلام المستهلك، وقادرون على صناعة فرص جديدة للنمو تتجاوز احتياجاتنا، حيث الإبداع جزء من قصة نجاحنا، بينما الابتكار مشروع دولة.