تضاربت الآراء حول نتائج قرعة مجموعتنا في التصفيات النهائية لكأس العالم 2022، والتي ضمت لبنان وسوريا وإيران والعراق وكوريا الجنوبية، بين السهل الذي يمكن تجاوزه بسهولة، وبين المحذر بأن كرة القدم لا تعرف السهل، فلكل مباراة ظروفها، وجميعها بمثابة النهائي، والتفريط في بعض نقاطها قد يفقدنا أمل التأهل المنتظر، وعلينا ألّا ننصاع لآراء المحللين، وما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، والمغرضين الذين يتمنون لنا عكس ذلك، فكرة القدم ليست بجدول نحلل بين سطوره مستويات المنتخبات، من واقع النتائج السابقة، وإن كانت في نفس البطولة، ناهيك وأنها تقام بنظام الذهاب والإياب وتستغرق ستة أشهر ذهاباً وإياباً، يتغير خلالها الكثير من الثوابت التي نألفها، إضافة إلى الإرهاق الذي قد يصيب لاعبينا.
وعلى الجهاز الفني للمنتخب ألّا ينظر إلى تلك التحليلات، ولا يستسلم لاعبونا للذين يستسهلون التأهل، فكرة القدم فيها من المفاجآت الكثير، والتاريخ يشهد بذلك، ولاعبونا مدركون لتلك الحقيقة، فلا ثوابت في كرة القدم، وليس هناك منتخب سهل وآخر صعب، فكم أبكتنا منتخبات لم نعمل لها حساباً، ما بين الثقة الزائدة، وخطأ في التقدير، وأخطاء من التحكيم، وغيرها الكثير من العوامل التي تكون سبباً في خروج أعتى الفرق والمنتخبات من بعض البطولات، لقراءات خاطئة، وثقة زائدة في عالم المستديرة التي لا تعترف بالثوابت، فلا بطل دائم، ولا بطولة مضمونة مهما تخيلها المحللون.
لدينا الوقت الكافي لدراسة فرق مجموعتنا، ونستعد لمنافستها بروح التفاؤل وغرس الإيجابية، كما عهدنا في التصفيات السابقة، من رئيس وأعضاء الاتحاد، والحريصين على مسيرة المنتخب، في المرحلة السابقة، وبنفس الإيجابية يمكننا مواصلة المسيرة، وإن شاء الله يتحقق لنا الأمل الذي انتظرناه منذ التأهل التاريخي عام 1990 بظروف مهيأة وإمكانيات أفضل، وبقي على لاعبينا أخذ زمام المبادرة في تحقيق حلمنا في التأهل، وليس ذلك بصعب على شبابنا لتحقيقه.
كل الأمنيات لمنتخبنا في مهمة الصعود مجدداً، وإعادة كتابة التاريخ الناصع لكرتنا في هذا المحفل الدولي الذي ننتظره، رداً لجميل الوطن علينا في كل المواقع، فالإمارات التي وصلت إلى العالمية في كل مجالات الحياة، ويشار إلينا بالبنان، لا بد وأن يكون لها تواجد في البطولة الكروية الأهم، جنباً إلى جنب مع الكبار، فلنكافح من أجله ولا ننخدع.