شاركت الإمارات العالم مؤخراً الاحتفال باليوم العالمي لسلامة الأغذية والذي يصادف السابع من يونيو، وذلك عبر السلطات والأجهزة الرقابية المعنية بالقطاع والتي بدورها استعرضت مبادراتها وجهودها بهذا الشأن وتتماهى مع شعار المناسبة «غذاء آمن اليوم لغدٍ مفعم بالصحة»، وفحوى الشعار ينسجم مع رؤية الإمارات نحو أمن وسلامة الغذاء الذي تعتبره إلى جانب الدواء خطاً أحمر. وذلك في إطار منظومة متكاملة تُعنى بالغذاء المنتج محلياً أو غيره المستورد من الخارج ويمثل النسبة الأكبر، منظومة تهدف لتحقيق استراتيجية الدولة لجهة أمن واستدامة الغذاء وسلاسل التوريد.
وفي مناسبة كهذه، يحيي المرء الجهد الكبير الذي تقوم به الأجهزة الرقابية المعنية بضمان سلامة الأغدية التي تصل إلى أسواقنا تحت المظلة الأشمل لوزارة التغير المناخي والبيئة. وعندما نقترب من الأجهزة المختصة بالمجال نلمس عظمة وجسامة الدور الذي تقوم به لتحقيق سلامة وصحة الطعام الذي يصل إلى كل فرد في المجتمع، إذا ما علمنا بأن «ما لا يقل عن 600 مليون شخص يتعرضون للمرض و420.000 حالة وفاة حول العالم سنوياً نتيجة الأمراض المنقولة عبر الغذاء، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية». حالات يمكن تفاديها والوقاية منها، باتباع طرق سليمة للحفاظ على سلامة الغذاء في كافة مراحل السلسلة الغذائية.
هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية أنموذج للجهد المتميز والملموس في الميدان، تنشر فرقها الرقابية والإرشادية في مختلف الاتجاهات من أسواق الخضار والفواكه واللحوم والأسماك إلى المزارع والعزب، معززة بكوادر مؤهلة ومزودة بتقنيات تقطع الطريق على من يريد التلاعب بإرساليات الغذاء أو السلع المعروضة في الأسواق. جهد كبير ونوعي ومميز، ولا يتوانون معه في كشف المتلاعبين وغير الملتزمين بالإجراءات الآمنة، وبالذات المطاعم وغيرها من المحال المتعاملة بالغذاء، حيث تطالعنا بين فترة وأخرى بإغلاق منشآت مع ذكر اسمائها للجمهور ليكون حذراً منها إذا ما عاودت فتح أبوابها بعد تصحيح المخالفة ومعالجة أسبابها. ومع كل الجهد النوعي المبذول، نجد بعض «بغبغاوات» التواصل الاجتماعي ينشر معلومات أو مقاطع عن أغذية فاسدة في أسواق خارجية ليثير الشك والقلق عندنا.
جهود تبذل على قدم وساق وعلى مدار الساعة، وتزداد في المواسم والإجازات وبالذات خلال شهور الصيف تحتاج منا للدعم والتفاعل ومساعدة هذه الأجهزة الرقابية بالإبلاغ عن أي مخالفات قد نرصدها بالتواصل عن طريق القنوات المتعددة والمتاحة؛ لأنها وبكل بساطة جهود لسلامة المجتمع ومن فيه.