غاب «القمر السماوي»، ففاز تشيلسي بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه، بينما تأجل حلم «السيتي» لمعانقة اللقب الأوروبي الأول لموسم آخر.
ولم تكن مفاجأة «بورتو 2021»، في الحالة المتميزة التي بدا عليها فريق تشيلسي، وقدرته على فرض منطقه على معظم أحداث المباراة، بل تمثلت في الحالة غير المنطقية لفريق السيتي الذي سقط هذا الموسم أمام تشيلسي، في ثلاث مواجهات محلية وأوروبية، وأثبت النهائي الأوروبي خطأ من اعتقد أن خسارة السيتي أمام تشيلسي في الدور الثاني للدوري الإنجليزي، والتي خاضها السيتي بتشكيلة من البدلاء، كانت نوعاً من التمويه لخداع تشيلسي في النهائي.
ونجح الألماني توماس توخل في التفوق على جوارديولا، وحرمانه من معانقة اللقب الأوروبي، بعيداً عن برشلونة، ويبدو أن توخل الذي حوّل «البلوز»، من حال إلى حال، بعد تجربة لمبارد استوعب جيداً الدروس الفنية التي منحه إياها جوارديولا، عندما كان مدرباً للبايرن، بينما كان توخل مدرباً لفريق ماينز، وتقابلا أكثر من مرة في «البوندسليجا»، وكانت كلها لمصلحة جوارديولا الذي لم يبخل بالنصائح الفنية التي طلبها منه توخل، وعندما حان موعد الاستفادة من تلك النصائح، دفع جوارديولا الثمن غالياً.
وبفوز تشيلسي بالنهائي الأوروبي، يكون قد ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، اعتلاء قمة أوروبا، والمشاركة في مباراة السوبر الأوروبي، وتمثيل «القارة العجوز» في مونديال الأندية، وتعويض توخل عن خسارة كل تلك المكاسب في الموسم الماضي، عندما خسر اللقب مع باريس سان جيرمان في نهائي 2020 أمام بايرن ميونيخ.
×××
الفرنسي كانتي نجم تشيلسي كسب معركة الوسط من البلجيكي فرانك دي بوين، قبل أن يغادر دي بروين بعد الحادث المروع مع روديجر «الرجل المقنع»، وبات كانتي على موعد دائم مع الألقاب، فخلال ثلاث سنوات كسب مع منتخب فرنسا لقب كأس العالم، ونال مع تشيلسي لقب دوري الأبطال.
×××
أثبتت كرة القدم مجدداً أنها لا تعترف بالأحكام المسبقة، وأنها تنحاز لأصحاب القلوب القوية الذين يثقون في قدراتهم وإمكاناتهم مهما كان اسم المنافس، حدث ذلك في النهائي الأوروبي، عندما رشح الكثيرون مانشستر يونايتد للفوز على فياريال، فإذا بـ «الغواصات الصفراء» تنتزع اللقب بالركلات الترجيحية، وتكرر المشهد في نهائي دوري الأبطال، عندما ضرب تشيلسي بالترشيحات عرض الحائط، لتخسر مدينة مانشستر، بين ليلة وضحاها، لقب أسعد مدينة في العالم !