جنون، أم أنه أجندة مدروسة توحيها قوى شريرة في هذا العالم، من أجل أغراض يعلمها أصحابها، كما أنها لا تغيب عن ذهن أبسط إنسان على وجه الأرض؟
في كل صباح يفجر الإرهاب مشاعرنا بجريمة فظيعة ومؤلمة، تجعل من الحياة ليس أكثر من واد دموي يسعى في الأرض اليباب، دماراً، وسعاراً. 
لا أدري ما هي الحكمة من تفجير مسجد، أو كنيسة، أو معبد، ولماذا بالذات النوايا السيئة تتجه نحو دور العبادة، مع أن مرتادي هذه الأماكن لا يذهبون إليها على ظهور دبابات، ولا يرفعون البنادق ولا يمتشقون الخناجر؟! هؤلاء عزل، مسالمون، يذهبون إلى أماكن العبادة، هروباً من ضجيج الدعايات الإعلامية التي يرفعها المدعون، والمنافقون باسم الدين.
ومن المؤسف أنه في شهر رمضان يرتفع سعار هؤلاء الهوام، والغوغاء، ونسمع كل يوم عن جريمة نكراء تخض الوجدان، وترج المشاعر، ليس فقط لمقتل فئة من الناس، وإنما أيضاً تحدث هذه الجرائم تحت مسميات مرتبطة بالدين، وبالأخص الدين الإسلامي، الأمر الذي غشي الكثير من المستنكرين لهذه الأحداث، فيصفونها بأنها أعمال إرهابية بأيدي متطرفين «إسلاميين».
وللأسف أصبح هذا الوصف شائعاً، منتشراً، متفشياً كالوباء في المصطلح الراهن، في حين أن هؤلاء ليسوا متطرفين، بقدر ما هم أدوات تنفذ مشاريع أيديولوجيات غريبة، وعجيبة، ولكنها ليست مجهولة الحرية، بل هي واقع حال لصراع أجندات عدوانية، كريهة، عبثية، عدمية تتاجر بالدين لأهداف سياسية بعيدة المدى. 
ما يجب أن نعيه هو أن نكون أكثر جرأة وأكثر وعياً، قرارنا صريح، ومن صميم علاقتنا بالحياة، ونقول بالفم الملآن: إن ما يتم تنفيذه في العالم ما هو إلا مخطط أكبر من هؤلاء الشراذم، وأوسع إحاطة بما يقوم به هؤلاء أصحاب أنصاف العقول.
نقول بالحرف الواحد: على العالم الحر أن يتحد، وان يلتئم، ويهتم بالقضية لأنها قضية كل إنسان شريف يعيش على هذه الأرض، وأن يتضامن الجميع في دحر هذه النيران المجنونة، وكبح جماحها، ورجمها، رجوم الشياطين، لأنه ما من مجتمع سيسلم من هذه القبعات النارية التي تنزل على كواهل الأبرياء، وتحولهم إلى أشلاء، فكل إنسان محب للحياة، كل إنسان متحرر من أدران التخلف والأفكار 
المسبقة، تقع على عاتقه مسؤولية مواجهة هذا الطغيان البشري، وكسر شوكته، وتحييد عدائيته.