تبدو مثيرة وباعثة على السعادة والفرح، على الرغم من بساطة فكرتها، ولكنها بديعة وعظيمة في بث الجمال والإشراقات المفرحة في النفس، إنه الماء، هذا الواهب للحياة والجمال والحب، معظم النوافير متشابهة، وإن أبدع الفنانون في شكلها وطريقة تعميرها، ولكنها جميعاً لا تساوي شيئاً دون اندفاع الماء وتشكيلاته المختلفة، وأيضاً ألوانه المختلفة، الإبداع فقط في طريقة الصنع وجمالية النافورة، وما يحيط بها من إضافات تلقي على المكان خصوصية متناغمة مع البيئة والبلد والمحيط، ولكن الماء وحده باعث السعادة والابتهاج والفرح..
بلدان كثيرة طافت بنا وطفنا بها، قد تنسى بعد زمن طويل الكثير من المعالم والمباني والحدائق والجسور والطرق، ولكن لا تنسى نوافير الماء، هذا العجيب المدهش الذي يسكن النفوس المحبة وحدها.
الحياة ماء، والأمل ماء، والفرح والسعادة أيضاً ماء تماماً مثل الحب يكون حقيقياً وصادقاً ودائماً عندما يكون المحبون في صفاء الماء وجمال الماء، عندما تصبح الحياة نافور ماء تشرق الشمس، فتنطلق مرسلة الجمال المائي البديع ليضيء الدنيا، ويزرع الأمل والأحلام الوردية، العشق ماء، بل نافورة ماء ملونة وزاهية مثل توحد الضوء بحبات المطر/‏‏‏ الماء واندماج نور القمر بشلالات النوافير.
زمناً كانت مثيرة، لدي رغبة وعزم قوي أن أشاهد عن قرب النوافير وتأملها، ولعلّ أشهرها نافورة في الزمن الماضي ذائعة الصيت، وحب الجميع أن يصل إليها ويتأمل الجمال الذي رسمه في ذهنه، بالتأكيد لا شيء وقتها لدينا أجمل من نافورة سويسرا، هكذا كان تصوري، صحيح أنها بديعة ومثيرة لإنسان صحراوي لم يعرف غير كثبان الرمال الحمراء والجبال الجرداء، زمناً لم تعرف فيه منطقة الخليج فكرة النوافير. 
وعلى الرغم من جمال المنظر وروعة اندفاع الماء إلى كبد السماء، ولكن عندما تشاهدها أكثر من مرّة تعرف أن الفكرة بسيطة، وتقنية عملها أيضاً بسيطة، الماء يندفع إلى أعلى ليكون على شكل شراع يتبدل مع هبوب الرياح يتسع أو يضيق المدى حسب قوة الريح، بعد برهة تتأكد أنك عاشق الماء وحده، أما فكرة النافورة، فإنها أسهل شيء يمكن تنفيذه، لذلك وجدنا بعد زمن أن النوافير تحتل الكثير من مساحات الماء في بعض المناطق العربية والخليجية، ولكن تظل طريقة التفكير هي الفيصل، فكم عمل فني وإبداعي خرج في ميادين وساحات الدول العربية، ومنها النوافير الجميلة والبديعة، والتي تعب فنانون ومنفذون لإخراجها ووجودها، وكانت ملاذاً ومكاناً لصنع ذاكرة جميلة للمدن والناس، وأيضاً بعضها معالم جميلة ورائعة أحبها القريب والغريب، ولكن فجأة تخطر على بال المسؤول في البلدية أو غيرها ويقرر إزالتها واجتثاثها، وبعد ساعات تصبح شيئاً آخر، أرضاً خاوية جرداء! 
 فكرة النوافير القديمة بسيطة جداً، ولكن جمالها في بساطتها، والأروع هو احترام تلك الأيادي والعقول التي فكرت وأبدعت، سعدت كثيراً لعودة نافورة النيل وهي ترقص كما رقصت أول مرة عام 1956، إنها قاهرة الجمال والحب والعشق التي تحترم الأيادي المبدعة.