جهود عظيمة وكبيرة للجهات الصحية في الدولة تقوم بها في مواجهة جائحة كورونا، وعلى رأسها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ودائرة الصحة في أبوظبي، وكذلك هيئة الصحة في دبي، وبتعاون وثيق مع شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، وشبكة مستشفيات القطاع الخاص التي أثبتت أنها على قدر المسؤولية للمشاركة في التصدي للجائحة، والتحديات التي فرضتها ليس في الإمارات، وإنما على مستوى العالم.
جهود عظيمة وكبيرة يشهد بها الجميع، وعمل خارق وفوق العادة تنهض به الفرق الطبية والتمريضية ليس بخاف على أحد، إلى جانب حرص كبير وملموس من المتحدثين في القطاعات المهنية لإطلاع الرأي العام أولاً بأول على التطورات والتحديثات الخاصة بالتعامل مع الجائحة، وفيروس كوفيد-19، والنجاح الكبير الذي تحقق بتوفير اللقاح المضاد للفيروس مجاناً، وللجميع، مواطنين ومقيمين، بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة، والتي كان لها الفضل من بعد الله، عز وجل، في نجاح إدارة الأزمة، والظرف الطارئ الذي نمر به والعالم بأسره.
حدثني صديق عن عائلته المقيمة في دولة أجنبية عظمى، أنهم ما زالوا ينتظرون اللقاح، وأن موعد حصولهم عليه سيحين بعد أكثر من شهر ونصف الشهر، بينما مراكز التطعيم عندنا تغطي مختلف مناطق الدولة، ويتوافر اللقاح بكل يسر للجميع، وأصبح العديد من المواطنين يفتحون مجالسهم لاتخاذها مراكز للتطعيم، دعماً للحملة الوطنية، مجرد مثال نسوقه يختزل الصورة الأشمل للجهد الكبير المبذول. 
تجد بعد ذلك كله من يتجرأ على التشكيك في العمل الكبير، يسجل مقطعاً صوتياً ينتشر بين الناس بسرعة البرق، دون أن يفكر بتبعات فعلته، وما يترتب عليها. وللأسف تجد فريقاً من الناس يصدق أي شيء يصله، ولا يكتفي بذلك، بل يعيد نشره على أوسع نطاق ممكن من دون أن يتوقف أمام حقيقة أن المتحدث ليس مختصاً وغير مخول بالإعلان عن الأمور المتعلقة بأعداد المصابين بالفيروس، أو بؤر التفشي.
كنا نتمنى أن نسمع سرعة الوصول لصاحب المقطع ومساءلته قانونياً، لأنه خالف تعليمات الدولة، وقرارات النائب العام في هذا الشأن. أما الأمر الآخر والمطلوب تتويجاً للجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات الصحية، فيتعلق بأهمية متابعتها ما يتم تداوله أولاً بأول، بحيث تقطع بالشفافية الطريق على المرجفين وناشري الإشاعات، فاليوم هناك منصات متاحة على مدار الساعة ينبغي توظيفها لتنوير الرأي العام دون انتظار الإحاطة الإعلامية الأسبوعية.