للشجرة الواحدة غصنان، يحملان زهرات الوطن، ويشعان بخضرة يانعة، ويرفعان النشيد الوجودي، نحو غايات التألق، والتدفق في الحياة حباً، وولاء للأرض الواحدة.
هكذا تؤمن القيادة الحكيمة، بالعلاقة بين الرجل والمرأة، وهكذا تضع المساواة حبلاً مشدوداً يعقد الصلة النبيلة بين الجنسين، ليقطف كل منهما ثمرات الفرح، والإنجاز وتحقيق مشروعهما في الوطن على مبدأ التكافؤ، والانغماس في العمل الوطني لجذر واحد لنخلة النهوض، وقد عملت القيادة الرشيدة منذ فجر نشوء الدولة على تكريس الوعي بأهمية الانسجام، والتلاحم بين الجنسين، لبناء الجدار العازل لكل ما يضعف الجهود، الأمر الذي وضع الإمارات عند شفة الغيمة، وعلى صدر النجمة، وبين رموش الموجة الطالعة فوق سطح المحيط.
المرأة في الإمارات وقفت بحزم وجزم مع الرجل مند الأمد، هي صانعة المجد، وصائنة العهد، هي في الحياة صومعة الود، وهي في الوطن سماء زرقاء سحاباتها من أنفاس البذل، وأمطارها من بريق الجذل، وهي كذلك وجدت
من يقوم برعايتها، والاهتمام بجهودها، واحترام شخصيتها، وتقدير وجودها في المجتمع.
اليوم المرأة وزيرة، وسيدة أعمال، وقائدة في مجالات مختلفة، اليوم المرأة في السياسة منجل، وفي الثقافة منهل، وفي الاقتصاد قصة تقرأ ولا تهمل.
المرأة اليوم، وهي تخوض غمار الحياة، تجد نفسها في كل زاوية ومفصل، تجد مكانتها عالية كأنها الأقمار في زمنها المذهل، هي هكذا استعدت للمجيء في الحفل الكوني، ومعها قافلة من إرادات وطنية، وشعبية وحكومية، تدعم خطواتها، وتعزز طموحاتها، وترسخ أمنياتها، وتكرس آمالها إيماناً من حراس الوطن، بأن المرأة مظلة الوطن، وسقفه وخيمته، المرأة صورته المثلى في عيون الآخرين، وهي مثاله المحتذى، ونموذجه الأصيل.
لا يرتقي الوطن، لا تعلو قامته في غياب عباءته التي تحميه من الضعف، ولا يتطور الوطن من دون وشاحه الحريري الذي يمنحه مهارة الصعود، ويعطيه الشفافية، بريق العيون الذي يكشف أسرار النهوض، ويسفر عن وجه الحياة الحقيقي.
المرأة في الإمارات، نستطيع أن نقول عنها إنها المختلفة بين نساء العالم، لأنها حظيت بدعم قادة مختلفين، واستثنائيين، صفتهم الفرادة والتميز، وأخلاقهم تقدير الإنسان من دون النظر إلى لونه أو جنسه.