ما أن طوت الجولة التاسعة لدوري الخليج العربي، إلا وضحت ملامح الصدارة مبكراً إلى حد كبير، وهي من المرات النادرة التي تبوح المسابقة بأسرار الصدارة قبل عدة جولات من الدور الأول.
وأنقذت الدقيقة الأخيرة الفريق الشرقاوي أمام الوصل، ومنحته النقاط الثلاث، برأسية رائعة من البرازيلي ويلتون سواريز، بعد أن كان الفريق مهدداً بالسقوط في براثن التعادل للجولة الثالثة على التوالي، ليحتفظ «الملك»، بصدارته المفضلة التي يتمسك بها منذ الموسم قبل الماضي. 
وبفوزه الثمين على الفريق الوحداوي بهدفين نظيفين في «ديربي العاصمة»، قدم فريق الجزيرة «فخر أبوظبي» حيثيات جديدة على قدرته على اقتحام منطقة الصدارة، بعد أن ضاق الفارق بينه وبين المتصدر الشرقاوي إلى ثلاث نقاط فقط، ولا خلاف على أن المهارات الفردية للاعبي الجزيرة، من شأنها أن تحسم المواقف الصعبة، ولا أدل على ذلك من هدف «الساحر» خلفان مبارك الأول في مرمى الوحدة الذي يتحمل جزءاً من مسؤوليته حارس الوحدة محمد الشامسي، والهدف الثاني الذي سجله برشاقة، ومهارة علي مبخوت الذي يشعرك أنه مولود هدّافاً، بدليل أنه يثبت دائماً أنه أعلى كفاءة من عدد كبير من المهاجمين الأجانب بالدوري، و«يا بخت» من كان يضم بين صفوفه لاعباً بكفاءة ومهارة علي مبخوت، وبرغم الفوز الصعب الذي حققه «العميد النصراوي» على الفجيرة، إلا أن «الأزرق» يمضي بخطى واثقة هذا الموسم، ليثبت ما سبق أن أشرنا إليه من أن «نصر 21» يختلف شكلاً ومضموناً، عما كان عليه الحال في المواسم الأخيرة.
ومن مفارقات المسابقة التي تتحدى أجواء «الكورونا»، وتقدم مباريات حافلة بالإثارة والتشويق، أن فرقاً بحجم العين وشباب الأهلي والوحدة والوصل تقبع في مراكز متأخرة، خلف اتحاد كلباء وبني ياس، وتحتل مركز الوسط، من دون أن تبدو عليها ملامح الرغبة في أن تلعب أدواراً مؤثرة في صراع اللقب هذا الموسم، بدليل أن العين، وخلال أسبوع واحد، خرج على يد عجمان في مسابقة الكأس، وعندما تكرر المشهد بينهما في الدوري، خسر العين نقطتين غاليتين، باعدتا بينه وبين مربع الصدارة، وهو نفس ما حدث لفريق شباب الأهلي الذي سقط في فخ التعادل مع الظفرة، فاستقر به الحال في المركز السابع خلف العين وقبل الوحدة! 
×××
الصدارة الشرقاوية برائحة «العنبر»، ومع ذلك المهمة ليست سهلة هذا الموسم!