في بلادي تبدو الرحمة سحابة تظلل الوجدان، وتمطر وجداً، الوجود نعمة العيش من دون تكلف، ولا شظف.
تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بشأن ما قامت به -رولا- وما اجتهدت من أجله بلدية دبي في إسعاف طائر جريح، هذه التغريدة، هذا الصدى، هذا النعيم القيمي الذي تعيشه بلادنا، بدءاً من قمة الهرم وحتى قاعدته، ليؤكد أن الإمارات متوحدة حول وحدة الوجود، حازمة في أمر العناية بكل ما يرتبط بالوجود، فالطير، والحيوان، يلقيان نعمة الاهتمام، والحماية، والرعاية، والعناية من الصغير والكبير، والمواطن والمقيم، وجميعنا في الحب للطبيعة فراشات تقبل ثغر الوردة وترفرف عند أطراف الأفئدة، وتحدق في الكون، ولا ترى غير الضوء سماوياً يعانق شغف لهفتنا نحو عالم مسيج بالحب، مطوق بقلائد العشق لأبدية السعادة، وفضاء الحياة الحرة، والنبيلة.
ما قامت به المرأة المقيمة، استحق الاستجابة العفوية من قبل سموه، واستحقت إعجاب كل من رمى ببصره على الصورة، لأننا بحاجة إلى هذه اللفتة وبحاجة إلى الحنان، من يدٍ حانية، تطوي بعطفها ما جاش في قلب الطير، وما استعر في جسده من ألم الجرح، هكذا يبدو العالم بخير، وهكذا تصبح الحياة تسير على أرض معشوشبة، يانعة العشب، يافعة الأشجار.
الطير الزائر المهاجر، أو المقيم، إنه طيف الفضاءات يغدقنا بألفة التواجد، وحلم الطفولة، وبهاء الوجود، ونورس الحياة لا ترفع أجنحته إلا بينوع مشاعرنا، وشبابها الذي لا تنطفئ شعلته، ولا تخبو شموعه، إنه ذلك السعد عندما تبدو الأنامل البضة، وهي تلامس الجرح، فتهديه النخوة، ثم الصحوة، ثم التفوق على جرحة، وما هي إلا لحظات من العمر، ويصبح في العلو سهماً بين شهب السماء، يصبح خطوة في دروب النجوم، والكواكب، يصبح قمراً يشق عباب الغياهب ويمضي حقباً من وعي بأهمية أن تكون الحياة، خيوط الحرير التي تدعم بعضها بعضاً لتستمر قماشة الوجود في أنسجامها، وتلاحمها، وفرحتها، وبهجتها.
 تغريدة سموه، لهي نبرة الموجة وهي تتناغم مع المحارة الأزلية، وهي الزعنفة التي تتخلق وعياً في ضمير الوجود، وتقطف من ثمرات الفرح، زهرة المجد الذي حققته بلادنا، وما أنجزه الأوفياء من مواطنين، ومقيمين، نفخر بهم، ويعتز بهم العالم.