لم أجد عنواناً أفضل من تلك الكلمتين البسيطتين في النطق، القويتين في المعنى، والإرادة، وفي تتبع الأحلام حين تكون كبيرة، مسبار الأمل، وهو الأمل والمستقبل للإمارات لتكون واحدة من تسع دول في العالم تسعى لاستكشاف ودراسة المريخ، والأولى عربياً وإسلامياً في نيل قصب السبق والريادة، فمنذ القرار السامي لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بإنشاء «وكالة الإمارات للفضاء»، والجميع يعمل على تحقيق أعلى مراتب الاستعداد والجهوزية لتسجيل اسم الإمارات كواحدة من الدول التي تسبر المستقبل وعلومه ومنجزاته العلمية المبهرة، فتم تسخير كافة المتطلبات المادية والبشرية واللوجستية، وبإمضاء أياد إماراتية متعلمة شابة وواعدة ومتخصصة، فقد سبق هذه الخطوة ابتعاث أول رائد فضاء إماراتي، وستلحقها خطوات أخرى، فالرهان على المستقبل، تلزمه منظومة متكاملة في الاقتصاد والطاقة والموارد البشرية والاحتياط الوطني، وتعدد مصادر الدخل، ونظام اجتماعي قائم على العدل والإخاء والمساواة والحريات المسؤولة واحترام الغير، وتشجيع الابتكار والإبداع، وجهاز دفاعي يحمي مكتسبات الحاضر، ويؤمنّ مستجدات المستقبل.. هكذا هي الإمارات، وستبقى، لا يهمنا القوّالون ولا نافخو الكير، ولا حساد النجاح، ولا اللاعنون حظوظهم.
في الإمارات هكذا نفهم نحن الأمور، بعيداً عن أي دعايات سياسية جوفاء، ووعود وطنية خرقاء، والتغاضي عن مس القوانين، وعدم احترام قيم المجتمع وأصالته وهويته، وعدم معرفة تقدير الذات، والتنطع بأشياء لا تفيد، وقد لا نقدر عليها ولا على إتيانها من باب الترفع على الأشياء، الإمارات بفضل إرادة القيادة السياسية الحكيمة، وبفضل تصميم الإنسان فيها على صناعة الفرق، وبفضل نعم الله الكثيرة علينا، والتي عرفنا كيف نوجهها لبناء الإنسان، والزهو بالمكان، والادخار من أجل الحاضر، ولأجل دخول بوابات المستقبل بأجيال جديدة ومختلفة، مواصلة طريق الأجداد المؤسسين والآباء العاملين والأبناء المخلصين، غير ناسين أو متناسين إخوة لنا وأشقاء وأصدقاء مددنا لهم يد العون، ولبّينا واجب الشرف، ووصلنا لهم قبل أن تصلنا شكوتهم، وسعينا لهم حباً فيهم، لا لغرض أو مِنّة، فالشريف حين يسخى لا يعد على أصابعه.
الشكر والتقدير لصاحب الفضل في هذا المسار الفضائي، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، والشكر مثله والتقدير نفسه للقائم على الفضل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بمثل هذين الجناحين تحلق الإمارات دوماً عالياً، تذهب بعيداً حتى آخر آفاق الحلم، وتذهب عميقاً حيث أندر الأشياء وأثمنها، والشكر لكل تلك الطاقات الوطنية والمواطنة التي واصلت جهودها ليصبح حلم الأرض يعانق الفضاء الكوني الخارجي، مستودعين مسبار الأمل أن يصل في وقته عام 2021 ليكتمل فرحنا الخمسيني بقيام الدولة، وحضور الإمارات بكل ثقلها، ومكانتها، وفعلها، ودورها الإنساني في العالم، مسبار الأمل الإماراتي لا يحمل إلا الخير للبشرية، ومستقبلها الآمن والمتحضر.