تفشت جائحة كوفيد 19 بين سكان الكرة الأرضية، فلم تترك فئة عَــرَفَها الإنسان إلا وطالت منها جانباً؛ فمن وقع في شباكها قد يكون الشاب والمسن، السليم والمريض، الرجل والمرأة، الطفل والجدة، الغني والفقير، المواطن والمقيم، الجميل والأجمل...إلخ، هنا وقف الفعل قبل القول، كما اعتدناه منهم، ففي كل يومٍ يمضي تكون القيادة الرشيدة مع أبناء الشعب في بيتٍ متوحد اسمه «دولة الإمارات العربية المتحدة»، ومنذ بداية الوباء وهي تحيط أبناءها برعاية غير مسبوقة، فتعمل على طمأنتهم نفسياً، توعيتهم للتصدي والمواجهة، تبنّي الحالات المفجعة التي تهز وتذبذب تفكير المتضررين، تحتوي اليتامى، تُسند أصحاب التجارة، وتسهل الإجراءات، وتلغي الرسوم، وتؤكد السلامة، وتشكر خط الدفاع الأول على عطائهم وتضحياتهم ومساهمتهم الضرورية لديمومة هذه المنظومة الاستثنائية.
رسائل يومية تعمق في قلوبنا المحبة، وتملأ أعيننا بدموع تعبر عن الفخر والاعتزاز.. أقف طويلاً وكثيراً عند رسائل ووقفات صاحب السمو الشيخ محمـد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لا سيما تلك التي تُبَثُ على التلفاز التي يجلس فيها وهو مُحاط بأحفاده، ويحدثنا عن سمات الصبر وأهمية إدارة الموارد بحكمة، هذه محطاتٌ بها ولها دلالات كبيرة، نعم، إنه يحاكي المستقبل ويطرح نهجاً فذاً في الذكاء، ودروساً لن تنساها ذاكرة الإمارات، وقدمت مؤسسات النفع المجتمعي «مؤسسة التنمية الأسرية» و«مؤسسة المباركة» خدمات أسهمت في الاستغلال الأمثل في مرحلة «خلك في البيت».
هذا هو الوطن الذي يبحث في أدق التفاصيل، فلا يترك شاردة أو واردة إلا ولمسها وغيَّر مسارها إلى الأجمل، هناك انسجام واندماج ومحبة وولاء يجمع في أسمى صوره علاقة إنسانية بين القيادة مع الشعب، ولمن يعيش بيننا، ويقيم على هذه الأرض الطيبة تحيةً وسلاماً، فبهم نقيس جمال الإمارات، ينشدون النشيد الوطني، يساهمون في التطوع والعطاء، يفضلون البقاء هنا، ويحبون «دار زايد» حباً يضاهي حبهم لأوطانهم... هذه هي التفاصيل التي غيبتها السياسة، ومحاها التسلط في أماكن أخرى من العالم.
للعارفين أقول، ستشرق شمس ذات يوم قريب، وسيكون العالم أكثر قُرباً وإنسانية، نعم، كلنا تفاؤل وأملٌ وإيجابية، فنحن في ظل قيادةٍ طمأنتنا بالصبر، وبشَّرتنا بكل شيء جميل.. قيادة تحمل من الأفكار مفاتيح الفَرَج، وهي بكل تأكيد قيادة تسير بشغفٍ لا يعرف المستحيل. 
حفظكم الله يا قادة الإمارات، وعشتم ذخراً وفخراً للإنسانية.