كرة القدم «الاحترافية» هي مهنة أكثر منها متعة ونشاطاً رياضياً.. فهي مصدر رزق لصاحبها الذي قد يرتاح مع ناد أو مع إدارة أو مدرب أو مدير كرة أو يعشق جمهوراً معيناً ولكن الإنسان عاطفي ومزاجي وأيضاً مادي، لهذا فكل هذه العوامل تسهم في اتخاذ قرار اللاعب بالبقاء في النادي الذي يلعب فيه أو يغادره.
وقبل عودة النشاط وعودة الحياة إلى الملاعب نسمع عن قصص انتقالات للاعبين وحراس مرمى من الأندية التي بدؤوا فيها أو الأندية التي حققوا معها الإنجازات، وبالطبع هناك من (يغمز) من زوايا الولاء والأصالة والوفاء وكلها عبارات أعتقد أن كلمة «احتراف» تجاوزتها، فولاء اللاعب الأول هو لراحته ولمدخوله المادي الذي سيؤمن بقية حياته «التي لا تتجاوز 12 إلى 15» سنة في الملاعب.
بالتأكيد من الصعب رؤية ميسي خارج برشلونة ورؤية راموس خارج مدريد، ولكننا رأينا البرتغالي فيغو والألماني شوستر والروماني هاجي والدانمركي لاودروب ونجم برشلونة لويس أنريكه الذي سبق ولعب للريال والبرازيلي رونالدو والكاميروني إيتو كلهم تنقلوا بين البرصا والريال، فيما رأينا نجوماً كباراً لمعوا في أندية وانتقلوا منها لأن إغراء المال وأحياناً إغراء الألقاب والجماهيرية هي التي تحدد أيضاً وجهة اللاعبين الباحثين عن الطموح والمزيد من النجومية أو بكل بساطة راحة البال، ولكن انتقالهم لا يعني بالضرورة نجاحهم وتألقهم، كما حدث مع الإنجليزي مايكل أوين الذي ولع مع ليفربول وانطفأ مع ريال مدريد.
وفي الإمارات كانت قصص الانتقال تخضع لظروف عديدة قد يكون اللاعب آخر حلقاتها، وحتى الآن هناك لاعبون متمسكون بأنديتهم مثل علي مبخوت وعلي خصيف مع الجزيرة وإسماعيل مطر مع الوحدة الذي مازال يلعب رغم بلوغه السابعة والثلاثين، ولكن هناك من غيروا ألوان قمصانهم مثل عموري وأحمد خليل وماجد ناصر وعشرات غيرهم ومنهم مثلا صديقي العزيز عبدالرحمن محمد الذي قضى كل عمره في النصر قبل أن ينهيه مع بني ياس، ولهذا لا أعتقد أن القصة قصة انتماء فقط بقدر ماهي قصة ظروف وعوامل وأنا أعرف نجوماً يعشقون الاتحاد السعودي ومستعدون للموت من أجله، ولكنهم في ظروف معينة اضطروا للرحيل لأن البقاء كان مستحيلاً، ولكن الاتحاد بقي ويبقى في قلوبهم، وهناك لاعبون غادروا أنديتهم التي رأوا النور فيها ثم عادوا إليها كما حدث مع حسين عبدالغني نجم الأهلي والسعودية السابق.
من حق الجماهير أن تتمنى بقاء هذا النجم أو ذاك معها لأنها مرتبطة به عاطفياً، ولكن من حق اللاعب أن يقرر ومن حقه علينا أن لا نقسوا عليه حين يقرر الأنسب له ولعائلته ولمصلحته ومستقبله.