على الرغم من كل الجهود التي تبذلها الدولة من أجل حماية الناس، وفرض رعاية فريدة لأجل صحتهم، إلا أن هناك بعض البشر يريدون أن يذهبوا إلى الموت بأرجلهم، فيتجاوزون القوانين، ويخترقون الضوابط التي وضعت من أجلهم، ومن أجل درء الخطر عنهم، ولكن هؤلاء تراهم يتسكعون في الطرقات، وفي الأسواق، بأيد عارية ووجوه خاوية، لا مبالين بما يحدث في العالم من محنة هزّت أركان دول، ورجّت الأرض من تحت حضارات، وأعتقد أن هؤلاء الأشخاص يفعلون، ما يفعلونه، ليس بوعي وإنما في غياب الوعي، ما سيتسببون بالضرر لغيرهم، وسوف يكلفون الدولة جهوداً بالغة ومبالغ طائلة، هؤلاء هم أخطر على الآخرين من المرض نفسه، ولذلك يجب أن يواجه هؤلاء بلغة صارمة، ووسائل حازمة، وقرارات جازمة، وألا تترك لهم أماكن الاختلاط مفتوحة ليرعوا فيها، ويرغوا، ويجلبوا سيئات المرض للناس الأبرياء.
أعتقد أن بعض الناس لا جدوى معهم باستخدام الأساليب الحضارية، لأنهم للأسف لم يتعلموا ذلك في بيوتهم، ما يجعلهم يستغربون التعاطي بلغات لم يعتادوها، ولم يعيشونها في منازلهم.
نحن اليوم في حرب مصيرية مع وباء لم تشهده البشرية في سابق عهدها، ولذلك فإن الالتزام بقيم المحافظة على القرارات الصحية، يجب أن يكون ملزماً لكل شخص، ولا مجال للتلاعب، والتملص، والاستخفاف، والاستهتار، لأن المصاب الواحد، قد ينقل العدوى لألف، وهؤلاء قد لا يكون لهم ذنب سوى أنهم عايشوا، أو خالطوا شخصاً، بلا ضمير، ولا مشاعر إنسانية.
نحن نرى، أمثال هؤلاء الأشخاص يجوبون الشوارع، ويؤمون المحال التجارية، يتنطعون، ويتطوحون، من دون وازع، أو رادع، لأنهم استغلوا القيم العالية التي تتعامل بها الحكومة مع الناس، وكان من المفترض أن يكون رد الفعل غير ذلك، ولكن، للأسف فاقد الشيء لا يعطيه، ومن لم يتعلم كيف يهيئ لنفسه لظروف كهذه، ومن اعتاد أن يعيش حياة لا مبالية، وأن يمضي في الحياة كما هي القشة، تطيحها الموجة أينما تطيح، فلا يهمه، ولا تحرك فيه ساكناً.
لذلك نقول: لابد من الحزم مع هؤلاء، ولابد من لجم تصرفاتهم اللامبالية، ولابد من كبح جماحهم، وترويض جمالهم، ومواجهتهم بأشد العقوبات، حتى تنيخ نياقهم، وحتى تسكن رياحهم، وحتى تركد سيولهم، وحتى يعوا أن الله حق، وأن ما يبدر عنهم من سلوك شاذ، إنما هو أذية للآخرين، وخسارة للمجتمع الذي يبذل النفس والنفيس من أجل جعل الإمارات المكان الأنقى، من شوائب الأوبئة.