رغم انشغال الدولة، وجميع دول العالم بصورة كبيرة جداً هذه الفترة بمكافحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، إلا أن مدى التزام الإمارات وانخراطها في مساعدة شعوب العالم على التصدي للأمراض عامة والمهملة منها والمدارية، بلا حدود.
ففي غمرة ذلك الانشغال، انطلقت في فبراير الماضي حملة «مدى»، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لجمع التبرعات بهدف القضاء على العمى النهري الذي يعد أحد الأمراض المدارية المهمَلة ويتسبب في إصابة ضحاياه بالعمى، حيث ينتشر في الكثير من المجتمعات الأشد فقراً في أفريقيا  ويحرم أشخاصاً في مقتبل العمر، وقوة العطاء من فرص التعليم والعمل ليغوصوا وأسرهم في مستنقع الفقر والجهل والمرض. 
 الآن ومع حلول شهر رمضان المبارك، تفرع عن الحملة، أخرى رمضانية  تضع تحدياً جديداً من أجل إنقاذ مليون شخص من العمى النهري خلال هذا الشهر الفضيل. شعار الحملة «تبرع بدرهمين، وأنقذ عينين» يعبر عن إمكانية حماية إنسان بهذا المبلغ الزهيد للغاية من مرض يتسبب في فقده بصره ومستقبله. 
 مع الحملة نتذكر وجود أكثر من 200 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم يتهددهم المرض الطفيلي الذي يصيب ضحاياه بالعمى النهائي، والذي يمكن الوقاية منه بتعاون الجميع.
في معرض الإعلان عن الحملة الأولى في فبراير الماضي ذُكر أن ريعها سيذهب إلى «صندوق بلوغ الميل الأخير» الذي أنشأه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عام 2017 لجمع 100 مليون دولار لمكافحة اثنين من الأمراض المدارية المهملة، العمى النهري والفيلاريات اللمفي، وعدد من الأمراض المدارية المهملة الأخرى التي يتصدى لها الصندوق في 7 دول أفريقية، وفي الشرق الأوسط.
 ونتذكر جميعاً «منتدى بلوغ الميل الأخير» الذي استضافته أبوظبي عاصمة الإنسانية في نوفمبر الماضي، والذي أقيم برعاية سموه، واستقطب أبرز القيادات في مجال الصحة العالمية، وشهد الإعلان عن حزمة من المبادرات والمساهمات الجديدة الرامية إلى القضاء على الأمراض المدارية المهملة. وقد دعت الإمارات خلال المنتدى المجتمع الصحي العالمي لتكثيف وتوحيد الجهود والطاقات والموارد لمكافحة الأمراض والأوبئة من أجل خير البشرية.
 ولن يمضي هذا الشهر الكريم إلا وقد نجحنا في إنقاذ مليون إنسان من العمى النهري، وستظل الإمارات تشرع أبواب الأمل بغد أفضل لملايين البشر.