بعد نهاية «مونديال 90»، قدم أحد لاعبي فريق الشارقة، طلباً بمساعدته لإيجاد وظيفة، ولكن هذا الطلب لم يُنفذ، زعل اللاعب وقام مجلس الإدارة حينها بإيقافه من دون تردد أو حتى تفكير، لأن قيم النادي ونظامه وكيانه وهيبته أهم من كل شيء!.. قرار الإيقاف الذي صدر بحق نجم النجوم في ذلك الوقت كان أشبه بمغامرة، ففريق الشارقة كان منافساً شرساً على بطولات الموسم، وإيقاف لاعب مؤثر قد يكون أحد أسباب خسارة الفريق للدوري.. ولكن المسؤولين وقتها كانت حساباتهم أكثر عمقاً، حتى لو كان لذلك تأثير فني ونفسي مباشر على الفريق، وضياع المباريات أو الألقاب. قبل أيام انتشر فيديو للاعب عبدالله غانم، وهو يقدم أغنية هابطة برفقة شخص، وقدما من خلالها كلمات تهكمية، إدارة الشارقة رداً على استهجان الجماهير أصدرت بياناً أكدت من خلاله رفض هذا التصرف، وأنها ستعاقب اللاعب وفقاً للوائح مع «شوية» كلمات عاطفية!.. انتهى البيان. ارجعوا لمثال اللاعب المونديالي، الذي أصدر بحقه قرار الإيقاف، واسألوا أنفسكم: هل الاحتراف حطم القيم في ملاعبنا، ولماذا لم تخشَ الإدارات القديمة تأثير إيقاف لاعبيها فنياً، فيما أن إدارات الأندية المحترفة، تدفع للاعب وتعطيه وتحافظ على حقوقه، وفوق هذا كله.. تخاف منه وتخشى من زعله وتبحث عن ألف حجة لتبرر أخطاءه، وتظهر وتعتذر بالنيابة عنه، وتعلن أنها ستعاقبه، من دون حتى أن تعلن نوعية العقوبة، كل هذا من أجل الحفاظ على مشاعره الحساسة من الزعل.. واستكثرت على الجماهير أن يظهر اللاعب المطرب بنفسه ويعتذر علناً كما ظهر وقدم أغنية رديئة صوت وصورة! في السابق كانت الإدارات أقوى، يوقف عبدالله بن ناصر نجوم الوصل من دون تردد، ويوقف الشيخ عبدالله آل ثاني عمالقة فريقه من دون تفكير، ويبيع قاسم سلطان أهم لاعبيه، لأنه بات كالصداع، كل هذا حفاظاً على قيم النادي ونظامه.. واليوم باتت إداراتنا تحسب لمشاعر لاعبيهم ألف حساب، فهل نهج الإدارات السابقة كان متعجرفاً وخاطئاً وقاسياً، أم أن بعض إداراتنا الحالية أصبحت رقيقة وناعمة لهذا الحد! نحن لا نقول أوقفوا المخطئين وأجلسوهم في البيت، فالقوانين تغيرت.. ولكن أثبتوا لنا أنكم رأس الهرم وأصحاب القرار! من كان يقود سابقاً أصبح «يُقاد».. ومن كان يحلم أن يدخل نادياً ويلبس فانيلته بات اليوم يشترط ويماطل ويطلب الملايين.. ومن كان يعاقب بات يلتف على القوانين كي يتجاوز هذه القيم إرضاء للاعبيه، وضاعت من بعدها الهيبة! كلمة أخيرة إذا كانت النتيجة أهم من القيم.. فلا تتعجبوا من منظر الباروكة، للحديث بقية..