حققنا المهم وتأهلنا إلى الدور نصف النهائي من «خليجي 23»، رغم أن كل ما فعلناه في الدور الأول كان الحفاظ على شباكنا نظيفة عذراء خالية من الأهداف، إضافة إلى هدف يتيم أحرزناه من ضربة جزاء خلال المباراة الأولى أمام منتخب عُمان، ولا أعلم هل هي حصيلة مقنعة، في ظل الظروف التي نعيشها، أم هي متواضعة من واقع الإمكانيات والعناصر التي نمتلكها. دفاعياً نجح الإيطالي زاكيروني في إعداد منظومة دفاعية متميزة، ربما لم تصل إلى مرحلة الكمال بعد، ولكنها أفضل بكثير مما كان عليه الحال في السابق، وكعادتهم الطليان لا يتفوق عليهم أحد فيما يتعلق بالجوانب الدفاعية، وهذا ما قام به المدرب الإيطالي بامتياز حتى الآن، رغم أن الاختبارات التي واجهها منتخبنا في المباريات الثلاث لم تكن قوية بما فيه الكفاية، ولكن مبدئياً نستطيع القول إنه نجح فيها بشكل جيد. أما هجومياً فالأمر مختلف تماماً، حيث كان منتخبنا بلا حول أو قوة في الخطوط الأمامية، وظهر بلا أنياب مخيفة، على الرغم من وجود أفضل صانع لاعب، إضافة إلى المهاجم الأول، ليس على صعيد الخليج فحسب، ولكن على مستوى القارة الآسيوية، وبالتالي هناك أكثر من علامة استفهام، على عدم قدرة المدرب في إيجاد الحلول الهجومية الناجعة، وتحجيم قدرات اللاعبين في الجوانب الهجومية، فنحن لم نسجل سوى هدف وحيد جاء من ضربة جزاء، كما أن المحاولات الهجومية أمام مرمى الخصوم كانت خجولة ولم نضع الكثير من الفرص. ومن الحسنات الإيجابية، لما قدمه منتخبنا خلال المباريات الثلاث الماضية، هو نجاح الوجوه الجديدة في إثبات جدارتها، على الرغم من حداثة تجربتها الدولية، ولا يمكن أن نطوي الملف، من دون أن نشيد بالمستوى العملاق الذي ظهر عليه الحارس خالد عيسى الذي كان أبرز لاعب في المنتخب خلال الدور الأول، ولا أذكر متى كانت آخر مرة يخوض المنتخب هذا العدد من المباريات من دون أن تتعرض شباكنا للأهداف. القادم أصعب بلا شك، والمطلوب علاج السلبيات التي ظهرت خلال المباريات السابقة، وإيجاد الحلول لمشكلة العقم التهديفي، فالمباريات القادمة لن يكون التعادل مقبولاً فيها، ولابد من الفوز هذا إذا ما أردنا تحقيق نتيجة إيجابية في نهاية المطاف، نعم تأهلنا، ولكن القادم أهم، والمنافسة لا ترحم، وحتى نبدأ بالتفكير في إحراز البطولة، لنتخلص من سلبياتنا ومن النوايا الخجولة.