نحن على الأرض، وتحت السماء، نحن بين نهري الحياة وواجبنا في الوجود أن نفرح، حتى نمنح الحياة رونقها، وشكلها، وحقها. هناك أشخاص، وهناك بلدان يقودها رجال لم يعرفوا ما هو الفرح؟ في هذه الحالة، نجد الذين يجهلون ما هو الفرح، يذهبون بأنفسهم إلى التهلكة، وبالعالم إلى الفناء.الذين لا يعرفون ما هو الفرح، لا يسرهم أبداً أن يروا العالم يعيش في طمأنينة، هؤلاء يريدون العالم أن يقبع تحت صفيح ساخن، وألا يستقر، ولا ينمو، ولا يزدهر؛ ازدهار العالم يحزن هؤلاء، وأمنه يزعجهم، الأمر الذي يضطرهم إلى انتحال الذرائع والحجج، في إثارة الفقاعات، والتي تتحول بعد حين، إلى أمواج هائلة تغرق مراكب العالم في فوضى عارمة، ودمار شامل. فمثلًا لا أدري لماذا تصر دولة مثل إيران، على امتلاك السلاح النووي، وإن تعسر، فهي تتمسك بسلاح أخف وطأة، وتدافع عن مشروعها بقوة وشراسة، وتعرف إيران وكل مسؤول في هذا البلد أن دولة مثل أميركا قادرة على إسقاط أحلام الملالي بضربة قاصمة، وعن بعد، وذلك إن أرادت أميركا، وإن توافق هذا مع مصالحها.إضافة إلى ذلك، ما هي التكنولوجيا التي تمتلكها إيران، حتى تصل صواريخها، إلى «الشيطان الأكبر» كما تدعي، وتسوق له من شعارات.لا شك أنها خرافة العقل الذي لا يعرف كيف يصل إلى الفرح، وكيف يدخل السعادة إلى قلوب الناس، بدلاً من التعاسة، وظلام الفقر، والجهل، ووعاء إيران يطفح بهذا المخزون من المهلكات، التي تنغص حياة الإنسان الإيراني البائس. هذه معضلة الذين لا يعرفون الفرح، والذين يعيشون في خصام دائم مع السعادة، بل إنهم يضلون طريقها، لأنهم لم يتعلموا هذه الخصلة، ولأنهم فتحوا عيونهم على عباءة سوداء كالليل، وصدور عارية تسبح بدماء اللاوعي. إيران تهدد، وتتوعد، وإيران تثير العواصف في المنطقة، ولا أحد يعرف إلى أين تجرنا هذه الرياح العاتية، ولكن لو فكر الإيرانيون، ولو للحظة واحدة من أن النار لا تعرف صديقاً، أو عدواً، وعندما تشتعل فإنها تصبح كائناً أعمى يحرق الأخضر واليابس، ولا تحدد مساراً، ولا تضع أوزاراً، إنه الطوفان الذي يغرق كل ما يقف في طريقه. إذاً أليس الفرح أحسن؟ إنه يفرش سجادة من حرير، ويزرع حزاماً أخضر يطوق الحياة، ويمنح الناس أكسير النجاة من الدمار. لو عرف الإيرانيون، وغيرهم من الكارهين معنى أن يفرح الإنسان، لو عرفوا أن الله يفرح لفرح الإنسان، ويحزن لحزنه. لو عرفوا ذلك لتخلوا عن اللعب في المياه العكرة، وتخلصوا من عقدة البارانويا، وأذعنوا للحقيقة، والحقيقة هي أن يكون الناس معاً، باتجاه الأحلام الجميلة، والفرح النبيل.