لم يسبق أن مر علينا لاعب، يحمل كل هذا الغرور، أكثر من كريستيانو رونالدو.. حتى إنه فاق يوهان كرويف الذي كان يتصف بالخصال نفسها، ولكن بدرجة أقل.. أتذكر حين جاء اللاعب، وشارك في مؤتمر الاحتراف، سأله أحد الحضور عن سبب تفانيه في اللعب والتدريبات.. أجاب: لنفسي! امتعض الكثيرون من هذه الإجابة، فقد اعتقد أنه سيقول كما يجيب كل اللاعبين، ويقول: للجمهور!.. وظن البعض الآخر أن هذا اللاعب سينتهي بسرعة في الملاعب، لأنه يحب نفسه أكثر من أي شيء آخر، ولأنه لا يريد الانتصارات، إلا كي ينال جوائز شخصية ينافس من خلالها ميسي! ولكن لغة الأرقام والسجل التاريخي والأرشيف لن يذكر ذلك، بل ستكون إنجازاته القياسية وبطولاته وألقابه الجماعية والشخصية وتحطيمه لكل الأرقام، هي من ستبقى وتذكر وتتداولها الأجيال. رونالدو مغرور، ولكنه لا يتوقف عن التدريبات، سواء الخاصة أو مع الفريق، هو مغرور، ولكنه ما زال مؤثراً وقائداً وملهباً لحماس زملائه، وما فعله في نهائي كأس أوروبا مع منتخب بلاده كان أوضح دليل على ذلك! هو طموح وقد يتجاوز طموحه السماء، مثابر لدرجة أنه أقوى لياقياً من لاعبين يصغرون منه بخمس أو ربما عشر سنوات، مطلوب في السوق العالمي، لدرجة أنه لو تم عرضه من قبل ناديه في لائحة الانتقالات، سيصل سعره إلى 200 مليون دولار، وربما أكثر رغم أنه تجاوز الثانية والثلاثين! رونالدو مغرور، ولكنه لا يُطرد أو يتجاوز القانون في الملعب أو يسيء للحكم واللاعبين أو الجماهير، فهو ملتزم بكل الأعراف ولا يحب اختراقها! قبل أيام فاز بجائزة أفضل لاعب في العالم، وتساوى مع الأسطورة ميسي.. وتحقيقه لهذه الجائزة لم يثر جدلاً أو يشكل حالة من الاعتراض، فالعالم كله اتفق على أنه يستحقها. ساعات وسيصل رونالدو وسيظهر في ملاعبنا، بجوائزه وألقابه وأرقامه وشهرته وشعبيته الجارفة، وليت البعض يتعظ من كل صفاته، وبعدها لن نمانع لو بات مغروراً، ومشكلتنا أن الغالبية من اللاعبين العرب لم يصنعوا نقطة من بحر إنجازاته وتجدهم أكثر غرورا منه! كلمة أخيرة أهلاً بالمغرور في ملاعبنا، تعال وعلمهم!