هناك عبارات تلوكها الشعوب، ويتداولها الناس بشكل يومي، وهم لا يقصدون معناها مطلقاً، وإنْ سمعتها فمن قبيل الرغي، وطق الحنك، وما تعودت عليه النفس، وفي دراسة غير موثقة، وهي من عندياتي، ولا دراسة ولا يحزنون، حظيت الشعوب العربية بنصيب الأسد في عبارات ذرّ الرماد في العيون، منها: - إذا سمعت الإماراتي يقول لك عن مسألة آلمته، وحزّت في نفسه: لا عادي، ما يخالف، والأمور طيبة، فاعرف أنها غير ذلك مطلقاً! - إذا ما سمعت المصري يقول لك: أنا ما بحبش الفلوس، ما تهمنيش، فاعلم أنه لا يقصد ذاك بالتحديد، وأنه زي الشرف ما فيش! - إذا ما سمعت الكويتي يقول لك: حنّا عندنا بالكويت، ترا ما عندهم ولا شيء! - إذا سمعت اللبناني يقول لك: والمسيح والعذراء، ومقدساتي، وحيات مرتي، فاعرف أنه ناوي على هجرة دائمة لكندا، وإنْ تعثرت فأستراليا على الأقل! - إذا سمعت السوري يقول لك: وحياتك، طالعة عليّ بخسارة، فاعرف أنه ليس بخسران، ولا يهمه كثيراً طول حياتك! - إذا سمعت الفلسطيني يقول لك: يا زلمة بدّنا نربي هالأولاد، فاعرف أنه ينشد عملاً في الخليج يدوم، وأن أولاده أكبر منه، ولا يريدون تربية! - إذا سمعت الأردني يقول لك: عليّ الطلاق من أم راكان، فاعلم أن أم راكان، إما عجوز أكلت الدهر، ولا ينفع معها الطلاق، أو أن أم راكان هي جارته. - إذا سمعت اليمني يلعن العار حقتك، فاعلم أنه لا يقصد سوءاً، وأن وقت القيلولة قد أزف، وأن لسانه يتدرب على مضغ السوء بجهالة، قبل مضغ القات. - إذا سمعت أحداً يقول لك: شنقايل؟ فاعلم أنها ماركة بحرينية بامتياز! - إذا سمعت المغربي يقول لك: آ.. خويا ما كاين حتا واحد، حدايا، فاعلم أنه محاط بالدراري، ولا باغي يسمع الهدرا! - إذا سمعت الجزائري يقول: «وحد الشويه، بَرك، شَدّ لبلاصه، ونعاودوا في ساع»، فاعلم أن هذه الهدرا ما كانش منها، وأنك ستنتظر ذلك النهار طويلاً! - إذا سمعت التونسي يقول: «بربّي.. هَكّا.. كيفاش، هَيّه ساهله، ماهله»، فتيقن أخي المؤمن أنها كلها عبارات تعجب، لمسألة لم تعجب التونسي! - إذا سمعت الليبي يقول: «شبحت قطوس مقعمز عروشن، ويشبح لوطا» فاعلم أنه لم يسبك، ولا يريد بك شراً، إنما يقصد أن يصف ما يدور حوله في البيئة الليبية: «رأيت قطاً جالساً على النافذة، وينظر تحته»!