احتاج العين 18 دقيقة فقط ليستعرض عضلاته، ويتقدم على الجزيرة بهدفين، 18 دقيقة فقط كانت كافية ليضع كل المنتمين لنادي الجزيرة أياديهم على قلوبهم تحسباً لنتيجة كارثية، وكانت أكبر أماني أشدهم تفاؤلاً أن يطلق الحكم صافرته في تلك اللحظة ويكتفي بتلك الدقائق، لتنتهي المباراة بهذه النتيجة، أما لاعبو العين فقد أعمى التقدم المريح أبصارهم، ليبدأوا فاصلاً من الاستهتار اعتادته جماهير الزعيم من اللاعبين بالفترة الأخيرة. وبينما ظن الجميع أن العين ذاهب نحو حسم أسهل 3 نقاط، كان للنجم علي مبخوت رأي مغاير، ونجح في تسجيل الهدف الأول وأتبعه بالثاني ليتعادل الجزيرة، وسط مشاعر مختلطة من الذهول والغضب والحيرة انتابت الأمة العيناوية، فكيف لتلك النقاط السهلة أن تضيع وتتبخر بتلك البساطة، لتصب جام غضبها على اللاعبين الذين لا يتعلمون من أخطائهم السابقة، وكان لديهم إصرار عجيب على إفساد فرحة جماهيرهم. خسر العين هذا الموسم 6 نقاط من علامته الكاملة، والغريب أن هذه النقاط ضاعت على ملعبه، وفي مباريات كان متقدماً فيها، أمام الوصل والشارقة والجزيرة، ويبدو أن بعض لاعبي العين لا يعلمون قيمة القميص البنفسجي، أو لا يعرفون معنى أن تحمل آمال وطموحات هذه الجماهير الشرسة، ولا يدركون حجم الإرث الذي تركته لهم أجيال متعاقبة، وهم اليوم مطالبون بالحفاظ عليه وإضافة المزيد. وعلى الرغم من أن العين لا يبتعد بفارق أكثر من نقطتين عن الوصل المتصدر، إلا أن هناك شيئا ما لا يبعث على الارتياح في نفوس الأمة العيناوية، ويدفعها لعدم الشعور بالتفاؤل المطلق الذي كان ديدنها على الدوام، والدليل حالة التذبذب في الأداء، ما بين فريق يحقق الفوز على الوحدة بعقر داره رغم الغيابات العديدة، وفريق يفشل في الحفاظ على تقدمه بملعبه، أمام فريق لا يعيش أفضل فتراته حالياً حتى ولو كان بمرتبة حامل اللقب. الفوز بالدوري يحتاج إلى نفس طويل، وأجساد لا تعرف الخمول والاسترخاء، وقلوب لا تطمئن ولا يهدأ لها بال إلا بعد إتمام المهمة بالشكل المطلوب، أما أولئك الذين ترتفع أقدامهم عن الأرض بعد فوز ثمين، أو بعد التقدم بهدفين، فوقع سقوطهم يكون مؤلماً، ولكي تفوز في كرة القدم لابد أن تكون الأكثر قدرة على التعامل مع ظروف المباريات، لا يكفي أن تكون الأفضل، ولا أنك الأكمل، كما أن 18 دقيقة لا تكفي.