بعد 5 أيام من بيانه الأول صدر بالأمس البيان الثاني من اتحاد ألعاب القوى على خلفية قضية العداءة إلهام بيتي، أو «مريم عبدالله مبارك» أو «بيتلحم ديزاليجن»، يعلن فيه احترامه لعمل اللجنة المشكلة من الهيئة العامة للرياضة للتحقيق بالقضية، والتزامه الصمت وتعهده بعقد مؤتمر صحفي عقب نهاية التحقيق سيعلن فيه عن تفاصيل دقيقة حول قضية العداءة. ولكن السؤال الأول من هو «اتحاد ألعاب القوى؟» هل هو الذي حضر رئيسه مرافعات محكمة «كاس» ويفترض أنه شاهد على كل التفاصيل، أم هو الذي يضم بمجلس إدارته الأعضاء المنتخبين، والذين ظهروا في الأسبوع الماضي متفاجئين، مصدومين وهم لا يعلمون أي شيء عن قضية العداءة، أم هو الاتحاد الذي أرسل مخاطباً الاتحاد الدولي لألعاب القوى ليبلغه أنه عبر لجنة الانضباط التابعة له أصدر قراراً بإيقاف العداءة، علماً بأنه لا يوجد في هيكلته لجنة انضباط. أما الهيئة العامة للرياضة، تلك التي وصفتموها في البيان بالمظلة التي تستظل بها رياضة الإمارات، فهل تدرك تلك المظلة أنكم ضللتموها وأخفيتم عنها حقائق مهمة طوال الفترة الماضية، وهل تدري أن العداءة قضت 15 شهراً من فترة الإيقاف دون أن يكون لدى القائمين عنها علم أو خبر، ولا ننسى أنكم كنتم تدرجون إنجازات العداءة التي جردت منها في حفل تكريم الرياضيين لتنال مكرمة غير مستحقة، فيا سبحان الله الذي يغير ولا يتغير، الآن أصبحت الهيئة هي المظلة التي تحتمون بها من نوائب الدهر. من يمثل اتحاد ألعاب القوى؟ من الذي صاغ وأرسل البيان الأول؟ ومن أردفه بالبيان الثاني؟ صرنا لا نعرف مع من نتعامل، هل هو رئيس الاتحاد؟ أم أمين السر؟ أم السكرتير الفني؟ ثم ماذا عن التفاصيل الدقيقة التي لا يعلم عنها أعضاء مجلس الإدارة، ولا اللجنة الأولمبية ولا الجمعية العمومية ولا الهيئة التي تقولون إنها المظلة، فمن الذي يعلم؟ متى ظهرت هذه التفاصيل؟ ومتى اكتشفتموها؟ وهل كان النشر عبر وسائل الإعلام متزامناً مع هذا الاكتشاف المذهل؟ وإلى متى تظنون أنكم أذكى من الجميع؟ أما الشعارات الرنانة التي تنادون بها فيبدو أنها لا تشكل لكم دافعاً ولا تغير لديكم واقعاً، أرحموا عقولنا قليلاً، فقد فاحت الرائحة وطفحت رياضتنا كيلاً، ولو كانت تلك الشعارات حقيقية لبادرتم واعتذرتم، ومن بعدها استقلتم، لنصدق أنكم تطبقونها قولاً وفعلاً.