امتداداً لحديثنا بالأمس، عن الأسبوع الفائت والحافل لعاصمتنا الحبيبة، يبرز معرض أبوظبي الدولي للبترول «أديبك»2017 كأهم تلك الأحداث على الجانب الاقتصادي. وقد ذهب المراقبون إلى أن أحد أهم ما شهده المعرض والمؤتمر المصاحب كان الإعلان عن خطوتين تتعلق الأولى بشركة أرامكو السعودية وخططها لإنفاق300 مليار دولار خلال العشر سنوات المقبلة مع التحولات الهيكلية التي تشهدها، والثانية، وهي التي تعنينا خاصة بشركة وطنية، عندما أعلن معالي الدكتور سلطان الجابر وزير الدولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها عن طرح أسهم شركة أدنوك للتوزيع للاكتتاب العام. الخطوة المهمة والكبيرة، والتي كانت متوقعة وجدت لها أصداء واسعة في أسواق المال والساحة المحلية، لأنها قبل أي اعتبارات ربحية، فهي تعبر عن الرؤية الثاقبة والبعيدة المدى التي تنظم إيقاع شركتنا الوطنية الكبيرة والتي لا ننظر لها كمجرد شركة تتبعها سلسلة كثيفة من محطات توزيع الوقود، وإنما كشركة وطنية ضمن «أدنوك» أيقونة أقتصادنا الوطني، وعلامة النجاح لقاطرة مسيرة التطور والتنمية التي شهدتها البلاد على امتداد العقود الماضية. خاصة وأن «أدنوك للتوزيع» تملك حصة سوقية تقدر بنحو 67 % من ناحية عدد محطات الوقود. خلال «أديبك 2017» الذي نقش اسمه بارزاً في عالم مؤتمرات ومعارض الطاقة العالمية، جرى الإعلان عن هذه الخطوة العملاقة المتمثلة بقرب بيع ما لا يقل عن 10 % من «أدنوك للتوزيع» من خلال طرح عام أولي قبيل نهاية العام الجاري. شركتنا ومحطاتها و«واحاتها» التي أصبحت جزءاً من تفاصيل حياتنا اليومية على موعد مع أفق جديد، في إطار ما تشهده من تحولات تدل على ديناميكية وحيوية وتفاعل الشركة الأم التي كشفت عن هويتها الموحدة مؤخراً. الكل بانتظار الكشف عن تفاصيل الاكتتاب الذي سينعش الأسواق ويفتح شهية المستثمرين، والكل سيقبل عليه لثقته في مكانة ومتانة موقف الشركة وأصولها وعائداتها مع تطلعات بأن يخصص جزء من الاكتتاب لمؤسسات تقدم خدمات مجتمعية مثل صناديق التقاعد والوقف والمؤسسات الخيرية للدولة وكذلك أسر شهداء الوطن. ونحن بانتظار موعد الطرح الرسمي لأسهم «أدنوك للتوزيع»، نجدد أعجابنا وتقديرنا للخطى الواثقة والمدروسة لشركتنا الوطنية «أدنوك»، وهي تمضي بنجاح وقوة في خدمة الاقتصاد الوطني رغم كل التحديات، مستمدة صلابتها من الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة لتنويع مصادر الاقتصاد الوطني.