** قرار سقف الرواتب الجديد الذي تم اعتماده الصيف الماضي وأصبح ملزماً لكل الأندية قرار غريب، لا يمت للعقل والمنطق بصلة، وبناء عليه يحصل لاعب مثل عمر عبدالرحمن على نفس الراتب السنوي الذي يحصل عليه العديد من اللاعبين، وهم أقل منه قيمة وموهبة، ولتبسيط الفكرة للقراء، هذا السقف لو تم تطبيقه في أوروبا مثلاً، فعليه يحصل كريستيانو رونالدو مقابل تحطيم الأرقام مع الريال على نفس الراتب الذي يحصل عليه الفرنسي بنزيمة مقابل «رفع ضغط» جماهير الملكي، وفي حال دُفِع له «يورو» إضافي تفرض على ريال مدريد عقوبات تصل إلى حد الهبوط إلى الدرجة الأدنى. ** مركز إعداد القادة التابع للهيئة العامة للرياضة قد يصلح لأي شيء في الحياة إلا في إعداد القادة، ومنذ سنوات طويلة لا أعلم ما هو دوره، حتى عندما تعرف أن رسالة المركز هي عبارة عن تعهد بإعداد وتطوير جيل قيادي واعد، يتولى قيادة المؤسسات الشبابية والرياضية بالدولة، وإذا أردت أن تسأل عن آخر قائد رياضي تخرج من المركز، أو تسأل عن الصف الثاني من القيادات الرياضية، أو تسأل عن القادة الذين سيتسلمون الراية في المستقبل، خير لك ألا تسأل. ** رئاسة الاتحادات الرياضية عملية بسيطة وسهلة، كل ما تحتاج إليه 3 أشهر حملة انتخابية، وتربيطات مع الأندية، وتشكيلة من الشعارات والوعود، وبعد النجاح والجلوس على المقعد الوثير، تمضي السنة الأولى في تسديد الفواتير، ثم يقضي 3 سنوات للشكوى والتذمر من الميزانية والخزينة الخاوية، ومشاكل التفرغ وتجاهل الأندية، لتنتهي فترته بعد أربع سنوات، مليئة بالفشل والخلافات، وشحيحة بالإنجازات، لم يقدم فيها رئيس الاتحاد أي جديد، ولو كتب للعبة نفسها أن تنطق لصرخت «فرقاه عيد»، ولكنه بكل تجرد وإيثار وتضحية يعلن رغبته في استكمال مسيرة العطاء، حرصاً على المصلحة العامة، ويعلن عن ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة. ** دورينا هذه السنة مختلف، نغفو على متصدر ونصحو على متصدر جديد، ذابت الفوارق، واختفى مصطلح «الفريق الخارق»، والمراكز متقاربة للغاية، هو عاشر مواسم الاحتراف ولكنه أكثرهم شبهاً بأيام الهواة، فما الذي اختلف؟ السؤال معقد ولكن الإجابة بسيطة، ومن دون إسهاب وتفصيل وفلسفة، فقد عادت الأمور إلى نصابها، وانتهى عصر البذخ الزائد، والترف المبالغ، وولى زمن الأرقام الفلكية إلى غير رجعة، فعندما أغلقت «حنفية الفلوس»، بانت الأمور على حقيقتها وتساوت الرؤوس.