من يحب العين حقاً، عليه أن يبصِّره بأخطائه.. عليه أن يؤكد له أنه ليس كما يجب، حتى لو ظن «الزعيم» وتمادى في ظنه، ورأى أن ما يحققه أفضل مما يجب.. من يحب العين، عليه ألا يقر بهذا المشهد المختلط والملتبس الذي شهدته مباراة البنفسج مع الشارقة، والتي انتهت بتعادل الفريقين بثلاثة أهداف لكل منهما.. نحن أول من ينتقد الحكام، لكن على المدرب واللاعب والإدارة- أي إدارة- أن تركز في مهامها، وألا يكون التجاوز ضدهم من تلك المهام، وأن يبحث كل طرف عن الخلل الذي لديه قبل أن يبحث عن شماعة يعلق فيها أخطاءه. «المظلومية» التي توارى خلفها لاعبو ومدرب العين بعد المباراة، ليست مستحقة، وربما كان الأولى أن من ينتقد هو الشارقة، لكن الأخير قنع بالتعادل الذي أرضى العنبري في بداية مهمته مع الملك الشرقاوي بعد تعادل ثمين أيضاً مع شباب أهلي دبي. مؤكد أن 12 بطاقة ملونة في مباراة رقم كبير، ومؤكد أن العين خسر من وراء بطاقاته كثيراً، وأنه سيعاني جراء ذلك في مواجهة الوحدة، حيث سيلعب تقريباً بلا مخالب، ولكن ليست المسؤولية كاملة على الحكم.. هي أولاً على من منحوه الفرصة ليشهر لهم البطاقات، سواء من هنا أو من هناك، والقراءة المتأنية لأحداث المباراة، ربما لن تجعل الحكم يحيى الملا، متهماً مثلما هو حال اللاعبين. العين ما زال في الصدارة، وكان الأولى بكل من فيه «إدارة، ولاعبون، ومدرب» أن يتعاملوا مع المباراة بهدوء وألا يحملوا الحكم مسؤولية التعادل، وأن يدركوا أنهم بعيدين عن مستواهم الحقيقي.. الأولى بمدربه زوران أن يعالج الأخطاء التي تحدث حتى وهو يفوز، وأن يمنح العين شكلاً ونسقاً، لأن الفريق حتى الآن بلا شكل حقيقي، والأولى بلاعبيه أن يتحملوا المسؤولية وأن يعاقب كل من يخطئ بدلاً من توزيع الاتهامات خارج الفريق.. أما الإدارة فلا يجب أن يأخذها اللاعبون والمدرب لهذه المنطقة، لتتكئ هي أيضاً على أخطاء التحكيم وتنسى أخطاء فريقها. العين ليس فريقاً عادياً، لأنه يحمل آمال وطموحات جماهيره في آفاق مختلفة ومدارات لا تعترف بكل تلك الأعذار ولا تتوقف عندها، وهو في الدوري ذاته عليه مسؤولية، ليست تجاه نفسه فقط وإنما تجاه المسابقة ككل، وإذا تركنا للاعبين والمدرب متسعاً للخوض في هذه المسائل والتحجج بها، فإن الأمور ستبقى على حالها.. سيصدق الجميع أنهم بلا عيوب، وما قاله الكرواتي زوران مدرب الفريق مؤشر خطير، فتصريحه الذي ألقى به «على عجل» لا ندري بعده من عليه «الخجل». كلمة أخيرة: من السيء.. أن ترى أخطاءك في الآخرين، والأسوأ أن تصدق نفسك