في كل دورة أو فعالية للألعاب في السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ أن أطل الجو جيتسو على المشهد الرياضي، يقفز السؤال: ماذا لو لم يكن الجو جيتسو حاضراً.. ماذا لو غاب عن هذه البطولة أو تلك.. في أي موقع سيكون ترتيبنا، وأي حصاد سنجني؟، ودائماً تأتي الإجابة أنه لولا الجو جيتسو لتغير الكثير من تفاصيل المشهد.. لولا الجو جيتسو ما كنا سنحتفل إن احتفلنا.. بات نافذتنا المطلة على الفرحة وعلى الإنجاز وعلى منصات التتويج.
في دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة بإندونيسيا، احتلت البعثة الإماراتية المركز العشرين بـ14 ميدالية ملونة، كان نصيب الجو جيتسو منها 9 ميداليات كاملة، ولولاه ولولا ميداليات أبطاله، لحللنا في المركز 28 من أصل 37 دولة شاركت في البطولة.. يا لها من قفزة لا يستطيعها إلا الجو جيتسو.. وليست المرة الأولى التي يساهم فيها أبطالنا بهذه اللعبة في تحسين المراكز والصورة وإنعاش الأمل.
بعثتنا ذهبت إلى إندونيسيا بـ117 رياضياً، في 21 لعبة، لكن خمس ألعاب فقط هي التي أنجزت، بميداليتين ذهبية وفضية لنجم الدراجات المائية علي اللنجاوي، وبرونزية الرامي سيف بن فطيس، وبرونزية إيفان روماريكنو، لاعب الجودو، ثم برونزية كرة القدم، والتي تعني الكثير أيضاً لأنها عنوان للعبة الأكثر جماهيرية، ومؤشر أن الكرة رغم كل شيء.. تسير إلى شيء.
وعلى الرغم من مؤشرات الأمل التي حملتها «الآسياد» الأخيرة، ووصولنا إلى 41 ميدالية على مدار 40 عاماً تمثل تاريخ المشاركة الإماراتية في الآسياد، وكون ذلك مؤشراً على أننا نمضي للأمام، إلا أن ذلك ليس غاية المأمول، لأننا نمضي بخطى «السلحفاة»، وإذا كان هناك 5 اتحادات قد أنجزت، فعلى 16 اتحاداً أن تصارحنا لماذا؟.. لماذا لم تنجز.. لماذا ذهبت للفرجة.. ومن المسؤول عما حدث وعن عدم تكرار ما حدث، وقطعاً عليها أن تأتي بتفسير جديد لكل ما مضى وليس على طريقة اتحاد ألعاب القوى «أم الألعاب» التي لا تنجب.
نعود للجو جيتسو، ونحن نعلم جميعاً سر النجاح، الذي يبدأ وينتهي بدعم لا محدود وعطاء سخي من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكن الثابت أن سموه يفيض عطاء على الجميع، وأي رياضي حقق إنجازاً في أي لعبة، يلقى الرعاية والتكريم المناسب، وبالتالي يبقى الفارق في الفكر وفي التخطيط وفي الإرادة التي تختزل الزمن في الجو جيتسو، وتمضي بسرعة الصاروخ، لكنها لدى البقية إرادة عاجزة أو عقيمة، وفي ظني فإن أفضل إنجاز حققه لنا الجو جيتسو في السنوات القليلة الماضية، أنه كشف الجميع.
كلمة أخيرة:
لا حجة للراسب.. طالما أن هناك من ينجحون.