يبدو أنهم يعولون على أننا نمتلك ذاكرة السمك، فسرعان ما ننسى.. نصرخ ثم نهدأ ثم نمضي، في انتظار لغز جديد أو قضية جديدة تشغلنا، تماماً كالأسماك، تصطادنا شباك الصيادين، وتلتهمنا الحيتان.. تلتهمنا بالسخرية منا، أو بالضحك علينا أو بسرقة أحلامنا.
لا أدري متى يحاكم اتحاد ألعاب القوى، وإلى متى تستمر حلقات هذا المسلسل «المستفز»، وهل بلغت الاستهانة بالشارع الرياضي هذا الحد غير المسبوق؟
مثل اتحاد ألعاب القوى، كان عليه أن يستكين وأن يتوارى خجلاً وكمداً، بعد فضيحة «إلهام بيتي» التي ضللوا الرأي العام بأخبارها وفتوحاتها «المفبركة»، فقالوا ما قالوا عن إعدادها وعن معسكراتها وعن أمانيهم وأمانينا، قبل أن نكتشف أنها موقوفة من الاتحاد الدولي بسبب المنشطات، ومضت الحكاية، من دون أن يرف لهم جفن.. فقط نحن من رفت جفوننا وسهرنا واحترق دمنا، وظلوا كما هم.
ولأنهم ظنوا أننا نسينا، كتبوا المسلسل الجديد، فأمطرونا بالتصريحات قبل «الآسياد».. قالوا إنها المحك الرئيس قبل الأولمبياد.. شاركوا بسبعة لاعبين، ليست من بينهم إلهام بيتي التي لا ندري أين هي رغم رفع الإيقاف عنها، وعادوا من إندونيسيا، بسبع خيبات أمل، وأيضاً ليتهم توقفوا.. لكنهم ببساطة قالوا إن العيب فينا.. قال رئيس الاتحاد بملء الفم: أريد 47 لاعباً مجنساً كي أحصد ميداليات في كل لعبة.. يا سيدي لديك اثنتان.. إلهام التي لم تشارك وعلياء سعيد التي شاركت، فلم لم تحصد اثنتين ذراً للرماد؟.
إذن حسم رئيس الاتحاد المسألة.. لن نستطيع بأنفسنا وعلينا أن نبحث عن غيرنا.. لن نستطيع حتى لو كان معنا «الأولمبي» سعيد عويطة، الذي انقلب عليه المغاربة أنفسهم، بعد أن كشفوا سر حرصه الدائم على إقامة معسكرات الإعداد في المغرب، حيث أكاديميته الخاصة، التي يكتفي فيها بضم لاعبينا مع المغاربة، فلا نحن استفدنا ولا هم رضوا بهذا الاحتكاك.. فقط نحن وهم نشارك في تمثيلية، حصل فيها عويطة على دور أراده لنفسه لأنه كان يعلم يقيناً أنه لا أحد يحاسب ولا يتابع ولا يسمع ولا يرى.
أمس أقالوا سعيد عويطة وليتهم استقالوا معه، فالأغرب أنهم بعد الإقالة قالوا إنهم سيشكلون لجنة لاختيار خبير عالمي وهم بذلك يناقضون أنفسهم.. إذ عليهم الحصول على المجنسين أولاً.. أليس ذلك شرطهم لكي يعملوا وينجزوا ويفوزوا.
تأكيد الاتحاد عبر رئيسه أننا لا نستطيع إلا بمجنسين، لا يجب أن يمر مرور الكرام.. هم أكدوا فشلهم باختصار.. والأجدى أن يتركوا الفرصة لغيرهم.. وطالما أننا لن نجنس 47 لاعباً، فلنبحث عمن يصنع الحلم بأيدينا.
كلمة أخيرة:
لا تنتظر شيئاً.. ممن لا يجيد التخطيط ولا التفسير